الذهب يتراجع من قمة أسبوعية قرب 4200 دولار وسط تضارب بين قوة الدولار ورهانات خفض الفائدة

الذهب يفشل في الحفاظ على ارتفاعه فوق 4200 دولار مع تذبذب معنويات السوق بين انتعاش الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، بينما تبقى المخاطر الجيوسياسية داعمًا محدودًا للمعدن.

Dec 11, 2025 - 12:06
الذهب يتراجع من قمة أسبوعية قرب 4200 دولار وسط تضارب بين قوة الدولار ورهانات خفض الفائدة

شهد الذهب تراجعًا محدودًا خلال تعاملات الخميس، بعد أن أخفق في الاستفادة من موجة صعود قصيرة دفعته إلى أعلى مستوى أسبوعي قرب نطاق 4200 دولار. ويواصل المعدن الأصفر التداول ضمن ميل سلبي طفيف، بالتزامن مع تعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في أكثر من ستة أسابيع، الأمر الذي قلّص جاذبية الذهب في الجلسة الأوروبية المبكرة.

ورغم عودة بعض التدفقات إلى الدولار اليوم، فإن توقعات الأسواق تشير إلى أن تأثير هذا الارتفاع سيبقى محدودًا، خاصة بعد خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أمس، ما يعزز تقديرات استمرار دورة التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة. ويُعد ذلك عاملًا داعمًا للذهب نظرًا لكونه أصلًا لا يحقق عائدًا، ويميل إلى الاستفادة من انخفاض تكاليف الاقتراض.

وعلى صعيد آخر، يحافظ الوضع الجيوسياسي المتوتر المرتبط بالحرب الممتدة بين روسيا وأوكرانيا على وجود طلب آمن نسبيًا على الذهب. فقد تسببت هجمات بطائرات مسيرة في إلحاق أضرار بناقلة ضمن الأسطول الروسي في البحر الأسود، مما يعكس تصاعد المخاطر الإقليمية. وفي الوقت نفسه، زادت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن السيطرة على منطقة دونباس من مستويات التوتر، وهو ما يمنع المعدن من تسجيل خسائر أعمق.

عوامل السوق المؤثرة حاليًا

قرار الفيدرالي بخفض الفائدة كان متوقعًا إلى حد كبير، إلا أن تصريحات جيروم باول أضافت حالة من الغموض بشأن سرعة وتوقيت الخفض القادم. وأشار باول إلى وجود مخاطر متزايدة على سوق العمل، لكنه تجنب تقديم أي التزام واضح بشأن خطوات السياسة المقبلة، في وقت شهد فيه القرار معارضة من بعض الأعضاء ذوي التوجه المتشدد. هذا التضارب دفع الدولار للهبوط يوم الأربعاء قبل أن يستعيد جزءًا من خسائره اليوم، مما انعكس مباشرة على حركة الذهب.

وفي الوقت ذاته، ما تزال شهية المخاطرة المرتفعة في الأسواق تضغط على الأصول الآمنة، رغم استمرار عدم اليقين الجيوسياسي. كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات أمريكية تشمل مطالبات البطالة الأسبوعية وأرقام الميزان التجاري، والتي قد توفر زخمًا جديدًا لتحركات الذهب خلال الساعات المقبلة.

النظرة الفنية للذهب (XAU/USD)

يبدو أن البائعين بحاجة لرؤية كسر واضح دون مستوى 4200 دولار لفتح الباب أمام هبوط أعمق. وفي حال تحقق ذلك، يتوقع أن يجد الذهب دعمه الأول قرب منطقة 4170–4165 دولار، ثم مستوى 4125–4120 دولار الذي يتضمن المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات وخط الاتجاه الصاعد الممتد منذ نهاية أكتوبر.

أما على الجانب الصاعد، فإن المشترين ينتظرون اختراقًا قويًا فوق نطاق 4245–4250 دولار. اختراق هذه المنطقة قد يدفع الذهب نحو مستويات 4277–4278 دولار، وصولًا إلى الحاجز النفسي 4300 دولار، الأمر الذي سيعزز الاتجاه الإيجابي على المدى القريب ويفتح المجال لمكاسب إضافية.