الذهب يتراجع من قمته التاريخية مع صعود الدولار وتزايد رهانات الفيدرالي

بعد بلوغه مستوى قياسي عند 3791 دولار، تراجع الذهب تحت ضغط ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار الأمريكي، فيما يترقب المستثمرون بيانات النمو والتضخم لتحديد ملامح السياسة النقدية المقبلة.

Sep 24, 2025 - 22:16
الذهب يتراجع من قمته التاريخية مع صعود الدولار وتزايد رهانات الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب هبوطًا ملحوظًا يوم الأربعاء بعد ثلاثة أيام من المكاسب المتواصلة دفعت المعدن النفيس إلى مستوى تاريخي عند 3791 دولار للأونصة. وجاء التراجع مع استيعاب الأسواق لتعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي بدت أكثر حذرًا تجاه خفض الفائدة، ما عزز من قوة الدولار وأضعف جاذبية الذهب.

في التعاملات الأخيرة، تم تداول الذهب عند 3734 دولار للأونصة منخفضًا بنسبة 0.78%، في ظل صعود مؤشر الدولار الأمريكي إلى 97.85 بدعم من ارتفاع عوائد السندات. فقد صعد العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 4.137%، كما ارتفعت العوائد الحقيقية إلى 1.767%، مما زاد الضغط على المعدن الأصفر.

أكد باول أن السياسة النقدية ينبغي أن توازن بين استقرار الأسعار ودعم سوق العمل، محذرًا من أن التضخم لا يزال فوق المستويات المثالية رغم تراجع وتيرته. ورأى أن الفيدرالي في وضع يسمح له بالتحرك وفق المستجدات الاقتصادية دون الالتزام بمسار محدد لخفض الفائدة.

على صعيد البيانات، دعمت تقارير الإسكان في أغسطس ثقة الأسواق مع ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 20.5% لتصل إلى 0.8 مليون وحدة، متجاوزة التوقعات. لكن مؤشرات مديري المشتريات الأخيرة أظهرت علامات تباطؤ في نشاطي التصنيع والخدمات.

الأنظار الآن تتجه إلى سلسلة من البيانات الأمريكية المرتقبة، أبرزها مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية، والتقدير النهائي للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، إضافة إلى طلبيات السلع المعمرة. كما يترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، المقياس المفضل للفيدرالي لمراقبة التضخم.

فنياً، يظل الاتجاه طويل المدى للذهب صعودياً، غير أن التداولات اليومية تشير إلى احتمالية بقاء الأسعار تحت مستوى 3750 دولار، مع دعم رئيسي عند 3700 دولار، بينما يبقى المستوى التاريخي 3791 دولار هدفًا رئيسيًا في حال عودة الزخم الشرائي.