الذهب يتراجع من قمته الشهرية بعد صفقة ترامب التجارية وانتعاش الدولار
أسعار الذهب تتراجع عن ذروتها الشهرية قرب 3439 دولارًا مع عودة شهية المخاطرة وانتعاش طفيف للدولار بعد إعلان ترامب عن صفقة تجارية مع اليابان.

تراجعت أسعار الذهب (XAU/USD) صباح الأربعاء بعد أن لامست أعلى مستوياتها منذ منتصف يونيو، لتسجل حوالي 3439 دولارًا خلال الجلسة الآسيوية، منهية بذلك موجة مكاسب استمرت ثلاثة أيام. جاء هذا الانخفاض في ظل تجدد شهية المستثمرين للمخاطرة، مدفوعة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق تجاري جديد مع اليابان، مما حد من جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن.
الاتفاقية الجديدة تتضمن التزام اليابان بتطبيق تعريفات متبادلة بنسبة 15%، وفتح أسواقها لقطاعات السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية، وهو ما عزز مناخ التفاؤل بشأن التجارة العالمية وأدى إلى تحفيز بعض عمليات البيع في الذهب لتحقيق الأرباح. تزامن ذلك مع تعافٍ طفيف في أداء الدولار الأمريكي، الذي ارتد من أدنى مستوياته في أسبوعين.
ورغم هذا التراجع، لا تزال المخاوف قائمة بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، خاصة في ظل الضغوط السياسية المتواصلة على الاحتياطي الفيدرالي. فقد جدد ترامب انتقاداته للبنك المركزي، داعيًا إلى استقالة رئيسه جيروم باول، بينما دعا وزير الخزانة الأمريكي إلى مراجعة شاملة لأداء الفيدرالي، مما أثار تساؤلات حول مدى استقلاليته. هذه الحالة من الغموض تمنع الدولار من اكتساب زخم قوي، وبالتالي تقلل من الضغوط الهبوطية على الذهب.
على الصعيد الفني، اختراق الذهب لحاجز 3400 دولار هذا الأسبوع أعطى دفعة قوية للمشترين، خصوصًا مع بقاء المؤشرات الفنية في منطقة إيجابية. ويُتوقع أن توفر منطقة 3400 دولار دعمًا قويًا في حال حدوث مزيد من التراجع، فيما تمثل القمة اليومية عند 3439 دولارًا أول مقاومة أمام المسار الصاعد، يليها المستوى الأعلى في يوليو عند 3452 دولارًا. أما إذا تمكن الذهب من كسر هذه الحواجز، فقد يعاود اختبار المستوى التاريخي القريب من 3500 دولار.
ويترقب المستثمرون الآن بيانات مبيعات المنازل الأمريكية، بالإضافة إلى تقارير مؤشرات مديري المشتريات العالمية، والتي قد تحدد توجهات الذهب في جلسة أمريكا الشمالية.