الذهب يترقب قرار الفيدرالي ويتماسك قرب مستويات قياسية وسط استقرار الدولار
تحرك الذهب ضمن نطاق ضيق فوق 4200 دولار مع ترقب الأسواق لقرار الفائدة الأمريكية، في وقت حدّ فيه استقرار الدولار وارتفاع عوائد السندات من اندفاع المعدن النفيس.
بدأت أسعار الذهب الأسبوع على وتيرة هادئة، مع تراجع شهية المتداولين للمخاطرة قبيل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المنتظر يوم الأربعاء. واستقر تداول الذهب مقابل الدولار قرب مستوى 4210 دولارات للأونصة، مواصلًا التحرك داخل نطاقه السعري المعتاد خلال الأيام الأخيرة.
ويتركز اهتمام الأسواق على اجتماع الفيدرالي، حيث تتوقع التقديرات أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة للمرة الأخيرة هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق المستهدف إلى ما بين 3.50% و3.75%. غير أن البيانات الاقتصادية الأخيرة أعادت شيئًا من الحذر، إذ دفعت الأسواق إلى ترجيح نهج أكثر توازنًا من قبل الفيدرالي خلال عام 2026.
في الوقت نفسه، ساهم استقرار الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة في الحد من مكاسب الذهب. ويتداول مؤشر الدولار قرب مستوى 98.97، بعدما تعافى من خسائر سابقة، بينما اقترب العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات من 4.155%، مسجلًا أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين.
وأظهرت بيانات التضخم أن وتيرة تراجع الأسعار ما زالت بطيئة، حيث ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 0.2% على أساس شهري في سبتمبر، في حين تراجع المعدل السنوي بشكل طفيف إلى 2.8%. كما استقرت القراءة الأساسية والمؤشر العام لمؤشر PCE عند مستويات تشير إلى استمرار ضغوط الأسعار.
أما بيانات سوق العمل فجاءت متباينة، إذ سجل تقرير ADP انخفاضًا غير متوقع في عدد الوظائف خلال نوفمبر، في مقابل تراجع حاد في عمليات التسريح وانخفاض مطالبات البطالة الأولية إلى مستويات أقل من المتوقع، ما يعكس صورة مختلطة لقوة سوق العمل الأمريكي.
وحسب تقديرات الأسواق، تبلغ احتمالات خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس حوالي 87%، وفقًا لمؤشرات التسعير، وهو ما يبقي حالة الترقب مسيطرة على الأسواق.
وإلى جانب العوامل الاقتصادية، يستفيد الذهب من استمرار المخاطر الجيوسياسية، حيث تظل الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات المتجددة بين تايلاند وكمبوديا عنصر دعم معنوي للمعدن الأصفر كملاذ آمن.
من الناحية الفنية، يواصل الذهب التحرك داخل نطاق عرضي ضيق، مع ظهور عمليات شراء بالقرب من منطقة 4200 إلى 4180 دولار. ويُشكّل المتوسط المتحرك البسيط لـ50 فترة دعمًا فوريًا قرب 4201 دولار، بينما يوجد دعم أعمق قرب 4142 دولار.
وعلى الجانب الصاعد، يبقى مستوى 4250 دولار حاجزًا قويًا أمام المشترين، حيث يتطلب اختراقه استعادة الزخم الصعودي واستهداف قمم أعلى. وتشير مؤشرات الزخم إلى حالة حياد، إذ يتحرك مؤشر القوة النسبية قرب مستوى 52، في حين يعكس مؤشر قوة الاتجاه ضعفًا واضحًا في حركة الاتجاه، ما يؤكد استمرار حالة التماسك الحالية.