الذهب يترنح قرب أعلى مستوياته وسط شد وجذب بين التوترات العالمية وآمال انفراجة تجارية

تراجعت أسعار الذهب قليلًا بعد وصولها لأعلى مستوى في أسبوعين، في ظل مزيج من الدعم الجيوسياسي وتفاؤل بتخفيف التوترات التجارية. الأسواق تترقب إشارات من الاحتياطي الفيدرالي وسط تغيرات فنية ترجّح استمرار الاتجاه الصعودي.

May 6, 2025 - 08:55
الذهب يترنح قرب أعلى مستوياته وسط شد وجذب بين التوترات العالمية وآمال انفراجة تجارية

تراجعت أسعار الذهب قليلًا خلال تعاملات الثلاثاء بعد أن لامست أعلى مستوياتها في أسبوعين، لتسجّل نحو 3360 دولارًا للأونصة، لكنها حافظت على مكاسبها اليومية لليوم الثاني على التوالي. وجاء هذا التراجع الطفيف نتيجة لتقلبات متضاربة في السوق، حيث تدفقت استثمارات الملاذ الآمن نحو المعدن الأصفر وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، في حين ضغط تحسن الدولار الأمريكي عليه.

البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك نتائج مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادرة عن معهد إدارة التوريد، أشارت إلى نمو أفضل من المتوقع في قطاع الخدمات، ما هدّأ مخاوف الركود وعزز الدولار بعد انخفاض استمر ليومين. كما عززت بيانات التوظيف الإيجابية الثقة في الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي حدّ من زخم الذهب التصاعدي مؤقتًا.

في المقابل، ساهمت الأنباء بشأن احتمال تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في رفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، إذ ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاقيات جديدة قريبًا، وأكدت وزارة التجارة الصينية استعدادها للحوار. رغم ذلك، لا تزال السياسة التجارية الأمريكية تتسم بالغموض، خاصة بعد إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 100% على بعض المنتجات المستوردة.

على الصعيد الجيوسياسي، تواصل الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدها، حيث أعلنت موسكو عن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مطاراتها لليلة الثانية، بالتزامن مع تحركات عسكرية في منطقة كورسك. كذلك، نفذت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ضربات جوية على منشآت في اليمن ردًا على هجوم صاروخي استهدف مطار بن غوريون، مما أجج التوترات في المنطقة وعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في هذا الإطار، يتحول تركيز الأسواق إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المقرر أن يبدأ اليوم ويستمر حتى الأربعاء، حيث ينتظر المتداولون إشارات أوضح بشأن توجهات الفائدة، وسط تراجع التوقعات بخفضها في يونيو. وسيكون لتصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، تأثير بالغ على مسار الدولار والأسواق عامة، مما قد يعيد رسم خريطة تحركات الذهب.

فنيًا، يُظهر الذهب إشارات إيجابية، حيث تجاوز مستوى تصحيح فيبوناتشي 50% من التراجع الأخير، مما قد يمهد الطريق لمزيد من الصعود نحو حاجز 3400 دولار، ثم إلى مناطق أعلى إذا استمر الزخم. في المقابل، تُعد منطقة 3350 دولار دعمًا محوريًا، يليه 3300 دولار، حيث إن كسر هذه المستويات قد يفتح الباب أمام موجة بيع جديدة تدفع الذهب نحو 3245 ثم 3200 دولار.