الذهب يتماسك قرب 3620 دولار رغم ضعف الدولار وتزايد رهانات خفض الفائدة
يواصل الذهب التداول في نطاق محدود قرب 3620 دولار، متأثرًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف البيانات الاقتصادية، لكنه يفشل في الاستفادة الكاملة من تراجع الدولار وعوائد السندات.

تراجعت أسعار الذهب يوم الخميس نحو 3620 دولار قبل أن تستقر بالقرب من 3630 دولار، حيث ظل المعدن النفيس عاجزًا عن تحقيق مكاسب قوية رغم ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة بعد صدور بيانات التضخم. ويأتي ذلك عقب تسجيل الذهب أعلى مستوى قياسي هذا الأسبوع بالقرب من 3675 دولار.
أظهرت بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بنسبة 0.4% على أساس شهري، مقابل 0.2% في يوليو وأعلى قليلًا من التوقعات البالغة 0.3%. أما على أساس سنوي فقد استقر التضخم عند 2.9%. في المقابل، ظل التضخم الأساسي متماشيًا مع التوقعات عند 0.3% شهريًا و3.1% سنويًا، مما أبقى الضغوط السعرية تحت مراقبة الأسواق.
تزامنت هذه الأرقام مع بيانات اقتصادية ضعيفة أخرى، من بينها تراجع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي بنسبة 0.1% على أساس شهري في أغسطس مقابل توقعات بزيادة، وارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 263 ألفًا مقابل 235 ألفًا متوقعة. هذه المعطيات عززت قناعة الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع احتمالات لثلاثة تخفيضات بحلول نهاية العام.
على صعيد الأسواق، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى 97.60 بعد أن فقد مكاسبه الأخيرة، فيما تراجعت عوائد السندات الأمريكية بشكل واضح؛ إذ هبط العائد على السندات لأجل عشر سنوات مؤقتًا إلى ما دون 4% ليستقر عند 4.015%، بينما انخفض العائد على السندات لأجل عامين إلى 3.508%.
من الناحية الفنية، يتمسك الذهب بدعم قوي عند مستوى 3620 دولار على الرسم البياني لأربع ساعات، بعد أن كسر مؤقتًا دون المتوسط المتحرك لـ21 فترة. ويُنظر إلى منطقة 3600–3575 دولار كمستوى دعم محوري في حال استمرار التراجع. على الجانب الآخر، يمثل تجاوز مستوى 3634 دولار إشارة أولية على التعافي، مع إمكانية اختبار مقاومة 3650 دولار، وإذا نجح السعر في اختراقها فقد يمهد الطريق لإعادة استهداف القمة التاريخية عند 3675 دولار ثم 3700 دولار.
تُظهر المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية استقرارًا حول 53 نقطة، مما يعزز احتمالات استمرار التداول العرضي في المدى القريب، مع ترقب المستثمرين لاجتماع الفيدرالي المرتقب لتحديد المسار القادم للذهب.