الذهب يتماسك قرب 3680 دولار مع ترقب خفض الفائدة الفيدرالية وضغوط سياسية متزايدة على باول

استقر الذهب بعد تراجعه من قممه القياسية قرب 3703 دولارات، فيما تترقب الأسواق قرار الفيدرالي بشأن أول خفض للفائدة في 2025 وسط ضغوط سياسية من إدارة ترامب واحتمالات تسريع دورة التيسير.

Sep 17, 2025 - 17:59
الذهب يتماسك قرب 3680 دولار مع ترقب خفض الفائدة الفيدرالية وضغوط سياسية متزايدة على باول

شهدت أسعار الذهب بعض الاستقرار يوم الأربعاء بعدما تراجعت من أعلى مستوياتها القياسية قرب 3703 دولارات، مع اتجاه أنظار المستثمرين نحو قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة المقرر صدوره لاحقًا اليوم. وفي الوقت الراهن، يتداول المعدن النفيس حول 3682 دولارًا بانخفاض طفيف نسبته 0.20% بعد أن لامس قاع الجلسة عند 3660 دولارًا.

يأتي هذا التراجع نتيجة عمليات جني أرباح وضغوط من استقرار الدولار الأمريكي، بينما ساهمت العوائد المنخفضة لسندات الخزانة في دعم المعدن الثمين، وإن كانت المكاسب محدودة في انتظار وضوح الرؤية من جانب السياسة النقدية الأمريكية.

من المتوقع أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل النطاق الجديد إلى 4.00%-4.25%، وهو أول خفض منذ بداية عام 2025. ورغم أن الأسواق ترى هذه الخطوة شبه محسومة، إلا أن الاهتمام سينصب على "مخطط النقاط" والتوقعات الاقتصادية الجديدة التي قد تحدد مسار التيسير النقدي للفترة المقبلة، بجانب تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول في مؤتمره الصحفي.

تتزامن هذه القرارات مع ضغوط سياسية متزايدة؛ فقد دعا مستشار التجارة لدى الرئيس ترامب إلى خفض أعمق بمقدار 50 نقطة أساس، كما أن تعيين ستيفن ميران – أحد مرشحي ترامب – كحاكم جديد للفيدرالي أثار تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي. وفي الوقت نفسه، تشير بيانات اقتصادية أمريكية حديثة إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل وتراجع وتيرة التضخم، ما يعزز مبررات التحرك نحو التيسير.

وعلى صعيد التوقعات، تشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تسعّر بنسبة 94% خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، مع بقاء احتمال ضعيف لخفض أكبر. كما رجحت مؤسسات كبرى مثل جولدمان ساكس ومورغان ستانلي ودويتشه بنك أن يشهد العام الجاري ثلاثة تخفيضات متتالية للفائدة، لتصل المعدلات إلى نطاق 3.50%-3.75% بحلول نهاية 2025.

فنيًا، يتماسك الذهب قرب المتوسط المتحرك لـ21 فترة عند 3680 دولار. ويقع الدعم الأساسي عند 3650 دولارًا، يليه مستوى 3620 ثم الحاجز النفسي 3600. أما المقاومة فتتمركز عند 3675–3700 دولار، مع استهداف الثيران العودة إلى القمة التاريخية 3703 دولار وربما التوجه نحو 3750 دولار إذا جاء موقف الفيدرالي أكثر تيسيرًا.

ورغم التراجع اللحظي، يظل الاتجاه الصعودي طويل المدى للذهب قائمًا، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، والطلب المستمر على الملاذات الآمنة.