الذهب يتماسك قرب 4217 دولار وسط حذر الفيدرالي وضعف الدولار
استقر الذهب داخل نطاق ضيق بعدما أعاد السوق تقييم خفض الفائدة الأمريكية، حيث واصل ضعف الدولار وعوائد السندات دعم المعدن فيما حدّت نبرة الفيدرالي الحذرة من اندفاع المشترين.
يتراجع الذهب بشكل طفيف يوم الخميس عقب حركة متذبذبة سبقت قرار الاحتياطي الفيدرالي، إذ يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم للسياسة النقدية الأمريكية بعد خفض الفائدة الأخير بمقدار 25 نقطة أساس. ويتم تداول المعدن حاليًا حول 4217 دولار، مستعيدًا جزءًا من مكاسبه التي دفعته في وقت سابق من الجلسة للاقتراب من 4247 دولار. وعلى الرغم من استفادة الذهب من ضعف الدولار وتراجع عوائد السندات، فإن غياب الوضوح في توجيهات الفيدرالي يحد من امتداد المكاسب.
وجاء قرار خفض الفائدة في نطاق 3.50%–3.75% وفق التوقعات، لكنه كشف عن انقسام داخل لجنة السياسة النقدية؛ إذ طالب ستيفن ميران بخفض أكبر بينما رأى أعضاء آخرون الإبقاء على السياسة دون تغيير. وتعمّق الحذر بعد تصريحات جيروم باول الذي أكد أن البنك في موقع يسمح له بالانتظار ومتابعة تطورات الاقتصاد قبل اتخاذ خطوات إضافية، وهو ما فسره المستثمرون باعتبار أن دورة التيسير قد تتباطأ خلال الفترة المقبلة رغم التخفيضات البالغة 75 نقطة أساس هذا العام.
وتشير البيانات الصادرة عن الفيدرالي إلى اقتصاد يتوسع بوتيرة معتدلة، مع تباطؤ في نمو الوظائف وارتفاع طفيف في البطالة، فيما لا تزال ضغوط الأسعار أعلى من المستوى المستهدف، وهو ما يعزز حالة عدم اليقين. كما أظهرت التوقعات المحدثة نموًا اقتصاديًا أعلى قليلًا لعامي 2025 و2026 وتراجعًا طفيفًا في تقديرات التضخم، بينما بقيت “مخططات النقاط” دون تغيير، ما يعكس غياب التوافق حول مسار الفائدة في السنوات المقبلة.
وساهم ضعف الدولار، الذي يتداول مؤشره قرب أدنى مستوى في نحو شهر ونصف عند 98.50، إضافة إلى تراجع عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.14%، في الحد من الضغوط على المعدن الثمين. ومع هذا الدعم، يستمر الذهب في التحرك داخل نطاق محدود تكرر خلال الأسبوع الأخير، بينما يترقب المتداولون بيانات مطالبات البطالة بحثًا عن دلائل جديدة قد تؤثر على التوقعات.
وعلى الجانب الفني، يظل الذهب مدعومًا بالمتوسطات المتحركة الصاعدة، مع اهتمام واضح بالشراء قرب 4180–4200 دولار ووجود مقاومة قوية حول 4250 دولار. ويشير تمركز مؤشر القوة النسبية فوق منتصفه إلى استمرار الزخم الإيجابي دون دخول منطقة تشبع الشراء. وقد يشير إغلاق يومي أعلى من مستوى 4300 دولار إلى فتح الطريق نحو القمة التاريخية قرب 4381 دولار، بينما قد يؤدي كسر مستوى 4180 دولار إلى تقليص النظرة الصعودية على المدى القريب وتحويل الأنظار إلى مستويات الدعم الرئيسية.