الذهب يتمسك بمكاسبه رغم ضغط الفيدرالي وتصعيد ترامب يرفع رهانات الملاذ الآمن
استقرت أسعار الذهب دون ذروة أسابيع وسط تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية الذي دعم الدولار، إلا أن تصاعد التوترات التجارية مع تهديد ترامب بفرض رسوم جديدة أبقى المعدن الثمين مدعومًا بصفته ملاذًا آمنًا. المستثمرون يترقبون بيانات التضخم الأمريكي لتحديد الخطوة التالية في تحركات الفيدرالي.

ظلت أسعار الذهب في حالة تماسك أسفل أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع خلال تعاملات الاثنين في آسيا، متأثرة بصمود الدولار الأمريكي مدعومًا بتراجع الرهانات على خفض قريب في معدلات الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. ورغم ذلك، بقيت الخسائر محدودة مع استمرار حالة القلق العالمي التي عززت الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، خاصة بعد تصعيد جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لوح بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من أغسطس، في خطوة تضيف إلى سلسلة تهديدات طالت أكثر من 20 دولة مؤخرًا.
هذا التصعيد التجاري أضعف شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر، وهو ما بدا واضحًا في أداء أسواق الأسهم، ليعزز بدوره من جاذبية الذهب. ومع ذلك، لا تزال الأسواق حذرة في بناء مراكز قوية على الذهب في ظل الغموض المحيط بسياسة الفيدرالي، خصوصًا بعدما أظهرت محاضر اجتماعه الأخير أن معظم أعضائه قلقون من مخاطر التضخم ويرون أن خفض الفائدة قد لا يكون وشيكًا.
من الناحية الفنية، تمكن الذهب الأسبوع الماضي من اختراق المتوسط المتحرك لـ100 فترة على الرسم البياني للأربع ساعات، مما فتح المجال أمام مزيد من الصعود صوب مستوى 3400 دولار، مع دعم فني مهم حول 3240 دولار يحد من التراجعات الفورية. وإلى حين صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الثلاثاء ثم مؤشر أسعار المنتجين الأربعاء، إلى جانب تصريحات مرتقبة من صانعي القرار في الفيدرالي، سيظل الذهب مدعومًا بالمخاوف المتعلقة بتداعيات الحرب التجارية، فيما يتربص الدولار بأي مؤشرات جديدة تعزز موقفه.