الذهب يثبت قرب أعلى مستوى في أسبوعين مع تصاعد رهانات خفض الفائدة وضغط قوي على الدولار

يواصل الذهب التحرك قرب قممه الأخيرة مدعومًا بآمال خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار، رغم تحسن شهية المخاطرة وآمال السلام بين روسيا وأوكرانيا.

Nov 26, 2025 - 10:17
الذهب يثبت قرب أعلى مستوى في أسبوعين مع تصاعد رهانات خفض الفائدة وضغط قوي على الدولار

يبقى الذهب محافظًا على زخمه الصاعد قرب أعلى مستوى له في نحو أسبوعين خلال تعاملات الأربعاء، مع استمرار المتداولين في تعزيز توقعاتهم لخفض جديد في الفائدة الأمريكية خلال اجتماع ديسمبر. وقد ساهم تباطؤ التضخم، الذي عكسه تقرير مؤشر أسعار المنتجين الصادر الثلاثاء، في تعزيز هذه الرهانات، إلى جانب تصريحات عدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى فتح الباب أمام مزيد من التيسير النقدي. ونتيجة لذلك، هبط الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوع تقريبًا، مما منح الذهب دعمًا إضافيًا بوصفه أصلًا لا يحقق عائدًا.

ورغم هذا التفاؤل، فإن تحسن شهية المخاطرة وعودة الآمال بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا يحدان من اندفاع المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن. ومع ذلك، تظهر المؤشرات الأساسية أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صعوديًا، حيث يتوقع أن تواجه أي موجة تصحيح ضغوط شراء جديدة.

وتشير بيانات اقتصادية حديثة إلى استمرار الضبابية في الاقتصاد الأمريكي. فقد أظهر مكتب إحصاءات العمل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين سنويًا بنسبة 2.7% في سبتمبر، بينما ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 2.9%، وهو ما تجاوز التوقعات بقليل. وفي المقابل، جاءت مبيعات التجزئة أضعف من المتوقع بنمو 0.2% فقط في سبتمبر، كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، ما يعكس مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ سوق العمل.

على صعيد تصريحات الفيدرالي، يرى كلٌّ من جون ويليامز وكريستوفر والر أن الظروف الاقتصادية الحالية - خصوصًا ضعف سوق العمل - تدعم تنفيذ خفض إضافي للفائدة. وذهب المحافظ ستيفن ميران أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الاقتصاد يحتاج إلى تخفيضات أعمق للوصول إلى سياسة نقدية محايدة. هذه المواقف دفعت المتداولين لتسعير احتمال يتجاوز 85% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل.

وفي سياق آخر، حافظ الذهب على زخمه بعد تقارير عن تحركات دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده لقبول إطار سلام مدعوم من الولايات المتحدة. كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مبعوثه الخاص سيتوجه إلى موسكو لعقد مباحثات مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وينتظر المستثمرون سلسلة بيانات أمريكية مؤجلة، تشمل طلبات السلع المعمرة والبطالة الأسبوعية ومؤشر مديري المشتريات في شيكاغو، إلى جانب تصريحات جديدة من مسؤولي الفيدرالي، لما لها من تأثير مباشر على تحركات الدولار والذهب.

من الناحية الفنية، تمكن الذهب الأسبوع الماضي من الدفاع عن منطقة دعم قوية تشمل المتوسط المتحرك لـ200 فترة على الإطار الزمني لأربع ساعات، وخط اتجاه صاعد من أواخر أكتوبر. هذا الثبات، إلى جانب الإشارات الإيجابية على الرسوم البيانية، يعزز احتمالات امتداد الصعود نحو مستويات 4177–4178 دولار، وربما الوصول إلى 4200 دولار. وفي حال تجاوز هذا الحاجز، قد يتجه السعر نحو أعلى مستوياته الشهرية عند 4245 دولار.

وعلى الجانب الهبوطي، من المتوقع أن تشكل منطقة 4100–4110 دولار دعمًا أوليًا أمام أي تراجع. أما كسر مستوى 4033 دولار، فقد يفتح الطريق نحو 4000 دولار، مع إمكانية توسيع الهبوط إلى 3968 ثم 3931 وصولًا إلى 3900 دولار، وهو القاع المسجل في أواخر أكتوبر.