الذهب يثبت قرب القمم التاريخية مع ترقب الأسواق لتصريحات باول وتزايد رهانات خفض الفائدة
يحافظ الذهب على استقراره قرب أعلى مستوياته على الإطلاق بدعم من توقعات الفيدرالي المتساهلة والإغلاق الحكومي الأمريكي، بينما تترقب الأسواق كلمة جيروم باول التي قد تحدد مسار المعدن في المرحلة المقبلة.

استقرت أسعار الذهب (XAU/USD) خلال تداولات الخميس بالقرب من مستوياتها القياسية، بعد أن سجل المعدن الثمين قمة تاريخية جديدة بلغت 4059 دولارًا في الجلسة السابقة. وفي وقت كتابة هذا التقرير، يتداول الذهب حول 4040 دولارًا للأنصة، بعد أن تعافى من تراجع طفيف دون مستوى 4000 دولار مع قيام المستثمرين بجني الأرباح جزئيًا عقب الارتفاع القوي الأخير.
جاء هذا الأداء وسط موجة صعود عامة عبر الأسواق العالمية شملت الأسهم والبيتكوين والدولار الأمريكي في آنٍ واحد، ما يعكس مزيجًا من التفاؤل بتيسير السياسة النقدية إلى جانب القلق من استمرار عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. ولا تزال النظرة العامة للذهب صعودية، حيث إن أي تراجعات تُعد فرصة للشراء، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة مرتين إضافيتين من الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا العام، ما يبقي عوائد السندات الأمريكية تحت الضغط ويعزز جاذبية المعدن الذي لا يدر عوائد.
في المقابل، تدعم التوترات السياسية العالمية واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الطلب على الذهب كملاذ آمن. فقد فشل مجلس الشيوخ الأمريكي مجددًا في تمرير مشروع قانون التمويل المؤقت، ليدخل الإغلاق يومه التاسع، ما أدى إلى تعطيل صدور البيانات الاقتصادية الرئيسية مثل تقارير الوظائف ومطالبات البطالة.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، ساهم اتفاق المرحلة الأولى من خطة السلام بين إسرائيل وحماس الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تهدئة التوترات بالشرق الأوسط مؤقتًا، لكنه لم ينجح في تقليص المخاطر العالمية كليًا، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
في الوقت نفسه، صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، بأنه يؤيد مزيدًا من تخفيضات الفائدة لدعم الاقتصاد، مشيرًا إلى أن سوق العمل ما زال يتباطأ دون الوصول إلى مرحلة ركود. وينتظر المستثمرون الآن خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش للحصول على إشارات جديدة حول السياسة النقدية المقبلة.
من الناحية الفنية، يظل الذهب في اتجاه صعودي قوي، مدعومًا بتداوله فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية. ويُنظر إلى مستوى 4000 دولار كمنطقة دعم نفسية مهمة، تليها مستويات دعم إضافية عند 3992 و3916 دولارًا. أما من جهة المقاومة، فقد يؤدي الصعود فوق 4050 دولارًا إلى فتح الطريق نحو مستويات أعلى جديدة، بينما يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى احتمال مرحلة تماسك قصيرة قبل استئناف الارتفاع.
بشكل عام، يحتفظ الذهب بزخمه القوي مدفوعًا بمزيج من السياسة النقدية المتساهلة والمخاطر السياسية والاقتصادية العالمية، ما يجعله أحد أبرز الملاذات الآمنة التي يراقبها المستثمرون عن كثب في الوقت الراهن.