الذهب يحافظ على بريقه رغم تفاؤل التجارة بين واشنطن وبكين
أسعار الذهب تواصل الثبات قرب مستويات مرتفعة رغم الإشارات الإيجابية من محادثات التجارة بين أمريكا والصين. في ظل ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتوقعات الفائدة، يبقى الذهب حساسًا لأي تحركات في الدولار أو السياسة النقدية.

استمرت أسعار الذهب في التداول عند مستويات مرتفعة يوم الثلاثاء، مستفيدة من حالة الحذر المسيطرة على الأسواق العالمية، على الرغم من الأجواء الإيجابية المحيطة بالمحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن. في الوقت الحالي، يستقر المعدن الثمين قرب 3340 دولار، متماسكًا فوق متوسطه المتحرك لـ20 يومًا، في حين لا تزال المقاومة النفسية عند 3350 دولار تشكل حاجزًا أمام المزيد من الصعود.
وتُعد هذه المحادثات، التي يقودها ممثلون بارزون من الجانبين، من بينهم وزير الخزانة الأمريكي ونائب رئيس الوزراء الصيني، محور تركيز الأسواق، مع تصريحات تفاؤلية من مسؤولين أمريكيين حول إحراز تقدم ملموس. كما أسهمت تعليقات الرئيس الأمريكي، التي أشار فيها إلى تلقيه "تقارير إيجابية"، في دعم مزاج السوق.
من جانب آخر، أظهرت البيانات الجمركية الصينية تراجعًا حادًا في الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 35% خلال مايو، مما يعكس استمرار التحديات في العلاقات التجارية. وتترقب الأسواق ما إذا كانت الصين ستُفرج عن كميات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة، وهو ما قد يساهم في تخفيف الضغط على سلاسل التوريد الأمريكية الحيوية.
على الصعيد الاقتصادي، تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقرر صدورها يوم الأربعاء، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع سنوي في التضخم من 2.3% إلى 2.5%. هذه البيانات ستكون حاسمة في تشكيل توقعات أسعار الفائدة، خاصة بعد تقرير التوظيف القوي الأخير، الذي خفف بعض التوقعات بخفض الفائدة القريب.
وفي التحليل الفني، يواصل الذهب اختبار مناطق مقاومة عند 3350 و3375 دولار، بينما يشير استقرار مؤشر القوة النسبية (RSI) قرب المستوى المحايد إلى غياب زخم واضح في الاتجاهين. أما في حال التراجع، فقد يجد السعر دعمًا عند 3303 دولار، يليه 3291 دولار، مع دعم أقوى لاحقًا عند 3270 و3240 دولار. وتبقى حركة الذهب مرتبطة بشدة بتحركات الدولار الأمريكي وتوقعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.