الذهب يستعيد بريقه فوق 4000 دولار قبل قرار الفيدرالي وسط تفاؤل تجاري بين واشنطن وبكين

ارتفع الذهب مجددًا فوق مستوى 4000 دولار مع ترقب الأسواق لقرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتزايد الآمال في انفراجة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أعاد الزخم للمعدن النفيس بعد خسائر حادة.

Oct 29, 2025 - 15:17
الذهب يستعيد بريقه فوق 4000 دولار قبل قرار الفيدرالي وسط تفاؤل تجاري بين واشنطن وبكين

حقق الذهب (XAU/USD) مكاسب ملحوظة يوم الأربعاء، مرتفعًا بأكثر من 1.5% ليعود فوق مستوى 4000 دولار بعد أن لامس أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 3886 دولار في اليوم السابق. يأتي هذا الارتداد مع عودة المستثمرين إلى الأصول الآمنة في ظل حالة الترقب الواسعة لقرار سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المنتظر في الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش.

يتداول المعدن الأصفر حاليًا حول 4020 دولارًا للأونصة، مستفيدًا من تحركات حذرة للمتداولين قبل إعلان الفيدرالي، حيث تشير توقعات الأسواق إلى خفض جديد بمقدار 25 نقطة أساس ليصل النطاق المستهدف إلى 3.75% - 4.00%. ويركز المستثمرون على بيان السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول بحثًا عن تلميحات حول خفض إضافي محتمل في ديسمبر.

ضعف الذهب الأخير جاء نتيجة تحسن شهية المخاطرة بدعم من الأجواء الإيجابية المحيطة بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما دفع بعض المستثمرين نحو الأصول عالية العائد. إلا أن العودة فوق حاجز 4000 دولار تشير إلى أن المعدن لا يزال يحافظ على مكانته كملاذ آمن، خاصة مع استمرار عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأمريكي.

قبل إعلان الفيدرالي، شهدت الأسواق استقرارًا في مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) حول 98.88، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو 1.6 نقطة أساس لتصل إلى 3.993%. يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الفيدرالي نقصًا في بيانات سوق العمل بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، ما يضطره للاعتماد على تقديرات مؤقتة من القطاع الخاص، أبرزها تقرير ADP الذي أظهر إضافة نحو 14250 وظيفة أسبوعيًا في القطاع الخاص خلال الأسابيع الأخيرة.

كما أظهرت بيانات التضخم الصادرة الأسبوع الماضي تباطؤًا في الأسعار، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بنسبة 0.3% فقط على أساس شهري في سبتمبر، مقابل توقعات بـ0.4%، مما يعزز التوقعات بمزيد من التيسير النقدي.

في اجتماع سبتمبر الماضي، أشار الفيدرالي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع البطالة رغم بقاء التضخم عند مستويات معتدلة. بينما دعا عضو الفيدرالي ستيفن ميران إلى خفض أكثر حدة بمقدار 50 نقطة أساس، ما يرجح عودته للمطالبة بسياسة أكثر مرونة في اجتماع اليوم.

بعيدًا عن الفيدرالي، يترقب المستثمرون اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة آسيان في كوريا الجنوبية يوم الخميس. وقد صرّح ترامب بأن "الصفقة مع الصين ستكون جيدة للطرفين"، ما عزز التفاؤل في الأسواق وأضفى دعمًا إضافيًا على الذهب كتحوط من تقلبات الأوضاع الجيوسياسية.

التحليل الفني

يحاول الذهب تأكيد استقراره فوق مستوى 4000 دولار، غير أن الزخم الصعودي لا يزال محدودًا. ويواجه السعر مقاومة فورية بين 4020 و4050 دولارًا، وهي منطقة دعم سابقة تدعمها حاليًا المتوسطات المتحركة القصيرة.
في حال اختراق هذه المنطقة بثبات، قد يمتد الصعود نحو 4100 – 4150 دولارًا، بينما يشكل مستوى 4000 دولار نقطة دعم رئيسية، وكسرها قد يدفع بالسعر مجددًا نحو منطقة 3900 دولار.

أما من ناحية المؤشرات الفنية، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) بدأ في الارتفاع بعد خروجه من منطقة التشبع البيعي، لكنه لا يزال دون مستوى 50، مما يعكس تحسنًا تدريجيًا في الزخم الصاعد مع حاجة السوق لتأكيد الاتجاه بعد صدور قرار الفيدرالي لاحقًا اليوم.