الذهب يستعيد زخمه مؤقتًا وسط ضعف الدولار وترقّب الأسواق لاجتماع الفيدرالي
سعر الذهب يحقق انتعاشًا محدودًا بعد هبوط افتتاحي مع تراجع الدولار قبل قرار الفيدرالي، لكن التفاؤل التجاري العالمي يضغط على المعدن كملاذ آمن ويحد من مكاسبه.

استعاد الذهب جزءًا من خسائره خلال الجلسة الآسيوية ليوم الاثنين، مرتفعًا من أدنى مستوياته في نطاق 3311-3312 دولار بعد أن افتتح التعاملات على فجوة هبوطية محدودة. هذا الانتعاش الطفيف جاء مدعومًا بتراجع مؤقت في قوة الدولار الأمريكي، إذ يفضّل المتداولون الانتظار قبيل بدء اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي ينطلق الثلاثاء ويستمر ليومين.
رغم هذا الدعم، تظل حركة الذهب محدودة، حيث أدى الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تهدئة المخاوف التجارية العالمية، مما حفز شهية المستثمرين للأصول ذات العوائد وأضعف جاذبية المعدن كملاذ آمن. كما ساهمت أنباء عن تمديد محتمل للهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، وتجميد الولايات المتحدة لضوابط تصدير التكنولوجيا الحيوية للصين، في تعزيز الإقبال على المخاطرة في الأسواق.
من جهة أخرى، من المرجح أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع يوليو، وسط استمرار قوة سوق العمل الأمريكي وتنامي القلق من تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لاحقًا هذا العام. وتأتي هذه التوقعات رغم الضغوط المتكررة من الرئيس دونالد ترامب لخفض الفائدة، وهجماته العلنية على رئيس الفيدرالي جيروم باول، ما أثار جدلاً حول استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
وعلى الصعيد الفني، يبدي الذهب إشارات متباينة؛ فرغم التراجع الكبير الأسبوع الماضي، إلا أن السعر أظهر مرونة بالقرب من مستويات دعم مهمة. ومع ذلك، أي اختراق دون مستوى 3310 دولار قد يفتح الباب لاختبار حاجز 3300 وربما أدنى مستوى شهري قرب 3283 دولار. أما في الاتجاه الصاعد، فإن المقاومة الأقرب تتمركز حول المتوسط المتحرك لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات، قرب 3351 دولار، وإذا تم اختراقها، فقد نشهد موجة صعود نحو 3400 وحتى 3440 دولار.
في المجمل، لا يزال الذهب عالقًا بين ضغوط التفاؤل التجاري وتوقعات السياسة النقدية، ما يجعل تحركاته مرتبطة بشدة بنتائج اجتماع الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة خلال الأسبوع.