الذهب يستقر قرب 3650 دولار بعد خفض الفائدة الفيدرالي.. وقوة الدولار تكبح المكاسب

استقر الذهب (XAU/USD) يوم الجمعة حول مستوى 3650 دولار للأونصة، لينهي سلسلة تراجعات استمرت يومين بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة. جاء هذا الأداء الهادئ عقب تذبذب حاد في الأسواق منتصف الأسبوع، حيث صعد المعدن الثمين إلى مستوى قياسي جديد قرب 3707 دولارات قبل أن يتراجع بسرعة مع تحسن الدولار وعوائد السندات الأمريكية.

كان البنك المركزي الأمريكي قد أعلن الأربعاء خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس ليصل النطاق المستهدف للفائدة إلى 4.00%-4.25%، في خطوة متوقعة بالكامل. ورغم أن القرار دفع الذهب إلى تسجيل مكاسب سريعة، فإن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول جاءت أقل تيسيراً من توقعات المستثمرين. فقد شدد باول على أن السياسة النقدية ليست على "مسار محدد مسبقاً" وأن أي تحركات لاحقة ستعتمد على البيانات الاقتصادية، مؤكداً أن الخفض الأخير جاء لدوافع وقائية أكثر من كونه بداية دورة تيسير قوية.

في المقابل، واصل الدولار الأمريكي مساره الصاعد، مدعوماً ببيانات اقتصادية إيجابية. فقد أظهرت تقارير أن طلبات إعانة البطالة جاءت أقل من التقديرات، فيما قفز مؤشر فيلادلفيا الصناعي إلى أعلى مستوياته منذ سنوات. هذا التحسن في البيانات ساعد على تعزيز مؤشر الدولار (DXY) الذي لامس 97.55، مقترباً من قمم أسبوعية، كما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية على مختلف الآجال، ليقترب العائد على سندات العشر سنوات من 4.11%.

من ناحية التوقعات، تشير الأسواق إلى إمكانية خفضين إضافيين للفائدة قبل نهاية العام، وهو ما يمنح الذهب دعماً أساسياً على المدى المتوسط، لكنه يظل مكبوحاً حالياً بفعل ارتفاع العوائد وقوة الدولار. ووفقاً لأداة CME FedWatch، فإن الأسواق تسعر احتمالاً يتجاوز 90% لخفض جديد في أكتوبر و80% آخر في ديسمبر، بما يتماشى مع توقعات الفيدرالي الأخيرة.

فنياً، يتحرك الذهب قرب مستوى دعم رئيسي عند 3650 دولار، المتماشي مع المتوسط المتحرك لـ50 فترة. ويواجه السعر مقاومة أولية عند 3668 دولار، بينما يشكل مستوى 3630 أرضية قوية قصيرة المدى، في حين أن كسر مستوى 3600 دولار قد يشير إلى تحول في هيكل السوق ويفتح المجال لتصحيح أوسع.