الذهب يستقر قرب قمته التاريخية رغم قوة الدولار وترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية
يتماسك الذهب قرب مستوى 3600 دولار بعد مكاسب الأسبوع الماضي، حيث يحد ارتفاع الدولار من الزخم الصعودي، بينما تبقى رهانات خفض الفائدة الفيدرالية ودعم البنوك المركزية عوامل داعمة للملاذ الآمن.

بدأ الذهب تعاملات الأسبوع الجديد في نطاق جانبي، محافظًا على تداولاته قرب أعلى مستوى تاريخي عند 3600 دولار، بعدما قفز بقوة الأسبوع الماضي مدفوعًا بضعف بيانات سوق العمل الأمريكية. ويأتي هذا التماسك في ظل صعود طفيف للدولار الأمريكي مدعومًا بتراجع الين الياباني وتحسن شهية المخاطرة في أسواق الأسهم، وهو ما يضع بعض القيود على تقدم المعدن النفيس.
ورغم هذه الضغوط، لا يزال التحيز الصعودي قائمًا، إذ تعزز التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر من فرص استمرار الطلب على الذهب، خصوصًا مع تسعير الأسواق لاحتمال خفض أكبر يصل إلى نصف نقطة مئوية. كما يساهم استمرار البنوك المركزية حول العالم في الشراء الصافي للذهب في دعم الأسعار والحد من أي تراجع حاد.
من جانب آخر، سلط تقرير الوظائف الأمريكية لشهر أغسطس الضوء على تباطؤ سوق العمل، حيث أضاف الاقتصاد 22 ألف وظيفة فقط، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% وتراجع نمو الأجور السنوي إلى 3.7%، ما زاد من قناعة المستثمرين بضرورة تيسير السياسة النقدية. وقد كان لذلك أثر مباشر في دفع أسعار الذهب نحو القمة التاريخية يوم الجمعة الماضية.
على الصعيد الفني، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) بقاء الذهب في مناطق التشبع الشرائي، ما يرجح احتمالية حدوث تراجع تصحيحي محدود قبل استئناف المسار الصاعد. وتشير التوقعات إلى أن أي هبوط نحو مستويات 3545 دولار قد يجذب المشترين مجددًا، بينما تمثل منطقة 3510-3500 دولار دعمًا رئيسيًا على المدى القريب.
ويتجه تركيز الأسواق حاليًا إلى بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها لاحقًا هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن توفر محفزًا جديدًا لحركة الذهب والدولار في آن واحد.