الذهب يسجل قمة سبعة أسابيع مدعومًا برهانات خفض الفائدة وتصاعد طلب الملاذ الآمن

قفز الذهب إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع قرب 4350 دولارًا مع تنامي توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة، بينما تترقب الأسواق بيانات التوظيف الحاسمة.

Dec 15, 2025 - 10:57
الذهب يسجل قمة سبعة أسابيع مدعومًا برهانات خفض الفائدة وتصاعد طلب الملاذ الآمن

ارتفعت أسعار الذهب بقوة خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو سبعة أسابيع بالقرب من مستوى 4350 دولارًا للأونصة، مسجلة مكاسب يومية تقارب 1%. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، إلى جانب تنامي الطلب على الأصول الآمنة في ظل حالة عدم اليقين العالمي.

ويستفيد المعدن الأصفر من التوقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا. كما ساهمت التوترات الجيوسياسية والمخاوف الأمنية في تعزيز تدفقات الملاذ الآمن، ما وفر دعمًا إضافيًا للأسعار.

في المقابل، قد يحد من مكاسب الذهب أي تحسن محتمل في أداء الدولار الأمريكي، خاصة بعد التصريحات المتشددة نسبيًا التي صدرت عن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي. وتترقب الأسواق في هذا السياق كلمات مرتقبة لكل من محافظ الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران ورئيس فرع نيويورك جون ويليامز، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن المسار المقبل للسياسة النقدية.

وتتجه الأنظار بشكل خاص إلى تقرير التوظيف الأمريكي المنتظر يوم الثلاثاء، والذي يشمل بيانات الوظائف غير الزراعية، ومتوسط الأجور في الساعة، ومعدل البطالة لشهري أكتوبر ونوفمبر. ومن شأن هذه البيانات أن تقدم صورة أوضح عن متانة سوق العمل الأمريكي، وأن تؤثر بشكل مباشر على توقعات اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل.

وعلى صعيد التطورات المؤثرة في شهية المخاطرة، أثارت حادثة إطلاق النار الجماعي في مدينة سيدني الأسترالية، والتي أوقعت عشرات الضحايا، موجة من القلق في الأسواق، ما عزز الإقبال على الأصول الآمنة. في الوقت نفسه، أكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي التزامهم بالحذر، مشيرين إلى ضرورة الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات كافية لضمان استمرار تراجع التضخم.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أعلن الأسبوع الماضي عن خفضه الثالث والأخير لأسعار الفائدة خلال عام 2025 بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق المستهدف إلى ما بين 3.50% و3.75%. وأوضح رئيس البنك جيروم باول أن هذه الخطوة تضع السياسة النقدية في موقع مريح يسمح بمراقبة تطورات الاقتصاد قبل اتخاذ قرارات جديدة. وتشير تسعيرات الأسواق حاليًا إلى احتمال يقارب 76% للإبقاء على الفائدة دون تغيير في يناير 2026.

من الناحية الفنية، لا تزال النظرة العامة للذهب إيجابية على المدى المتوسط، حيث يتحرك السعر أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، مع اتساع نطاق بولينجر بما يعكس قوة الاتجاه الصاعد. كما يدعم الزخم الإيجابي تمركز مؤشر القوة النسبية فوق مستوى الحياد. ويواجه الذهب مقاومة أولى في نطاق 4345–4355 دولارًا، وقد يفتح تجاوزها الطريق نحو القمة التاريخية قرب 4381 دولارًا، ثم المستوى النفسي 4400 دولار.

في المقابل، يظهر الدعم الأولي عند مستوى 4257 دولارًا، يليه دعم أقوى قرب 4200 دولار، بينما يقع مستوى الدعم الأعمق عند 4166 دولارًا، وهو الحد السفلي لنطاق بولينجر، في حال تعرض الأسعار لأي تصحيح هبوطي.