الذهب يغازل قمة 3500 دولار وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية وترقب اختراق فني حاسم
يحافظ الذهب على زخمه أعلى 3400 دولار بدعم من تصاعد الخلاف التجاري بين واشنطن وبروكسل وضعف الدولار، فيما يستعد لاختراق فني قد يدفعه نحو مستويات قياسية جديدة.

يواصل الذهب تعزيز مكاسبه، حيث يتداول بثبات فوق مستوى 3400 دولار للأونصة في جلسة الأربعاء، مدعومًا بتصاعد المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يعزز جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن. ورغم إعلان واشنطن عن صفقة تجارية جديدة مع اليابان تحد من مستوى التعرفة الجمركية إلى 15% بدلًا من 25%، فإن التوترات مع أوروبا ما تزال تلقي بظلالها على الأسواق العالمية.
وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس رفع التعرفة الأساسية على واردات الاتحاد الأوروبي إلى ما بين 15% و20%، الأمر الذي دفع بروكسل إلى التهديد باتخاذ إجراءات رد مماثلة، مما أضاف مزيدًا من الغموض إلى مستقبل العلاقات التجارية بين الطرفين.
في ظل هذا المناخ المشحون، سجل الذهب أعلى مستوياته في أكثر من خمسة أسابيع، مستفيدًا كذلك من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي بلغ أدنى مستوياته في أسبوعين تقريبًا، ما زاد من إقبال المستثمرين على الأصول المقومة بالدولار.
من الناحية الفنية، يتحرك سعر الذهب داخل نموذج مثلث متماثل، ويقترب حاليًا من كسر الحد العلوي للنموذج عند مستوى 3500 دولار، مما قد يفتح الباب أمام موجة صعود جديدة. ويمثل المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، الواقع حول 3358 دولار، منطقة دعم مهمة، بينما يُعد الحفاظ على مؤشر القوة النسبية RSI فوق مستوى 60 دلالة على استمرار الزخم الإيجابي.
في حال تمكن السعر من تجاوز المستوى النفسي 3500 دولار بإغلاق حاسم، فقد يتجه نحو مقاومات لاحقة عند 3550 و3600 دولار. أما إذا تعرض لضغوط هبوطية، فقد يعود إلى اختبار مناطق الدعم عند 3245 و3200 دولار، مع احتمال بلوغ قاع منتصف مايو قرب 3121 دولار.
بهذا السياق، يبقى الذهب في بؤرة اهتمام المستثمرين الباحثين عن الأمان وسط الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى أي تحركات مفاجئة من جانب واشنطن أو بروكسل قد تحسم الاتجاه القادم للمعدن الأصفر.