الذهب يقترب من 4500 دولار مع تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار ضعف الدولار الأمريكي
واصل الذهب صعوده القياسي مقتربًا من مستوى 4500 دولار، مدعومًا بتزايد المخاطر الجيوسياسية وتوقعات استمرار تيسير السياسة النقدية الأمريكية.
يواصل الذهب (XAU/USD) جذب طلب قوي من المستثمرين خلال تعاملات الثلاثاء، متقدمًا بثبات داخل أراضٍ سعرية غير مسبوقة، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي عززت الإقبال على أصول الملاذ الآمن. ويتداول المعدن الأصفر قرب مستوى 4485 دولار للأونصة، مرتفعًا بنحو 1% خلال اليوم، مع اقترابه من الحاجز النفسي البارز عند 4500 دولار.
ويحصل الذهب على دعم إضافي من استمرار ضعف الدولار الأمريكي، مدفوعًا بتوقعات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل خفض أسعار الفائدة حتى عام 2026. ويؤدي تراجع الدولار إلى زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، في حين تقلل بيئة الفائدة المنخفضة من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد.
كما تعكس الحركة الحالية للذهب عمليات إعادة تموضع للمستثمرين مع اقتراب نهاية العام ودخول الأسواق فترة عطلات طويلة. ورغم احتمالية حدوث جني أرباح محدود عند المستويات المرتفعة، لا يزال الاتجاه العام إيجابيًا بقوة، مع اقتراب الذهب من تسجيل أقوى أداء سنوي له منذ عام 1979، محققًا مكاسب تقارب 70% منذ بداية العام.
يواصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تراجعه لليوم الثاني على التوالي، متداولًا قرب مستوى 97.90، بالقرب من أدنى مستوياته في أكثر من شهرين، ما يوفر بيئة داعمة إضافية لارتفاع أسعار الذهب.
على الصعيد الجيوسياسي، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا عقب فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب حصارًا على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتغادر فنزويلا. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة صادرت بالفعل ناقلتين هذا الشهر، مشيرًا إلى أن النفط المصادَر سيبقى تحت السيطرة الأمريكية، مع احتمالات بيعه أو تخزينه أو إضافته إلى الاحتياطي الاستراتيجي.
أما على مستوى السياسة النقدية، فتقوم الأسواق حاليًا بتسعير خفضين محتملين لأسعار الفائدة خلال عام 2026، رغم الانقسام الواضح بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بعد تقديم 75 نقطة أساس من التيسير هذا العام. وفي هذا السياق، أشار محافظ الفيدرالي ستيفن ميران إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم التوجه نحو مزيد من التيسير، محذرًا من أن التشدد قد يزيد من مخاطر الركود. في المقابل، ترى رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، أن التضخم لا يزال يشكل خطرًا، ولا ترى حاجة لخفض الفائدة في الأجل القريب.
وتتجه الأنظار أيضًا إلى احتمال تغيير قيادة الاحتياطي الفيدرالي مع اقتراب نهاية ولاية جيروم باول في مايو 2026، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس ترامب قد يعلن عن مرشحه لرئاسة الفيدرالي في وقت مبكر من يناير المقبل.
فنيًا، يواصل زوج الذهب/الدولار التداول في اتجاه صعودي قوي على الرسم البياني اليومي، بعد اختراقه القمة السابقة المسجلة في أكتوبر قرب 4381 دولار. وتبقى الصورة الفنية إيجابية، حيث يتحرك المتوسط المتحرك البسيط لـ9 أيام فوق المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، مع ميل كلاهما للصعود، ما يعكس قوة الزخم الإيجابي.
ويجد الذهب دعمًا ديناميكيًا قريبًا عند المتوسط المتحرك لـ9 أيام حول 4348 دولار، بينما يعزز مؤشر MACD الإيجابي، مع اتساع المدرج التكراري، من استمرار السيطرة الشرائية. في المقابل، يشير وصول مؤشر القوة النسبية RSI إلى مستوى 81 إلى حالة تشبع شرائي، ما قد يدفع الأسعار إلى بعض التماسك أو التصحيح المحدود على المدى القريب.
وعلى أي تراجع محتمل، قد يظهر دعم أقوى قرب المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند مستوى 4161 دولار. ورغم مؤشرات التشبع، يظل الاتجاه العام صاعدًا طالما استقر السعر أعلى المتوسطات المتحركة الرئيسية، مع احتفاظ المشترين بالسيطرة على حركة السوق.