الذهب يقترب من حاجز 4000 دولار رغم صعود الدولار والعوائد الأمريكية
يستقر الذهب قرب مستوى 3977 دولارًا وسط طلب قوي على الملاذات الآمنة بفعل الإغلاق الحكومي الأمريكي، في وقت يحد فيه ارتفاع الدولار والعوائد من اندفاع الأسعار نحو اختراق حاجز 4000 دولار التاريخي.

يحافظ الذهب (XAU/USD) على زخمه الصعودي القوي خلال تداولات الثلاثاء، مستقرًا بالقرب من مستوياته التاريخية عند 3977 دولارًا للأونصة، مع استمرار تدفق المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.
في الوقت ذاته، يتداول الذهب حول 3967 دولارًا في بداية الجلسة الأمريكية، مع ملاحظة بعض الحذر في الأسواق قرب المستوى النفسي المهم 4000 دولار، حيث تشير المؤشرات الفنية إلى حالة تشبع شرائي قد تدفع إلى تصحيح مؤقت في الأسعار.
على الجانب الآخر، يحد ارتفاع الدولار الأمريكي (USD) وزيادة عوائد السندات الأمريكية من الزخم الصعودي للذهب، إذ يدفع التوتر السياسي في فرنسا واليابان المستثمرين نحو الدولار، ما يعزز قوته مقابل العملات الأخرى. وارتفع مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.42% إلى 98.50، في حين صعد عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.17%، وهو أعلى مستوى في أسبوعين.
من جانب آخر، واصلت الصين تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، حيث ارتفعت الحيازات إلى 74.06 مليون أونصة في سبتمبر، بحسب بيانات بنك الشعب الصيني. هذا التوجه من البنوك المركزية العالمية يدعم الاتجاه الصاعد للذهب على المدى الطويل.
أما على الساحة الأمريكية، فيستمر الإغلاق الحكومي لليوم السابع دون بوادر اتفاق بين الحزبين، ما يزيد من المخاطر السلبية على الاقتصاد وسوق العمل. كما أبقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيف شميد على نبرة متشددة، مؤكدًا أن التضخم ما زال مرتفعًا وأن السياسة النقدية “مقيدة بشكل طفيف فقط”.
من الناحية التقنية، يظل الاتجاه الصاعد مسيطرًا على أداء الذهب، إذ تتحرك الأسعار فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية. ويُنظر إلى 3950 دولار كدعم فوري، يليه 3900 دولار ثم المتوسط المتحرك البسيط لـ21 يومًا عند 3756 دولار.
مع ذلك، تشير المؤشرات الزخمية إلى حالة تشبع شرائي واضحة، حيث يقف مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 83.4 والستوكاستيك قرب 97، مما يزيد من احتمال حدوث تراجع تصحيحي قصير الأجل قبل محاولة جديدة لاختراق المستوى النفسي 4000 دولار، وهو الحاجز الذي يترقبه المستثمرون باعتباره نقطة تحول تاريخية في مسار الذهب.