الذهب يقترب من ذروة أسبوعين مع ضعف الدولار وتصاعد المخاطر الجيوسياسية

واصل الذهب صعوده لليوم الثالث على التوالي، مقتربًا من أعلى مستوياته خلال أسبوعين عند حوالي 3320 دولار للأونصة، في ظل ضعف الدولار الأمريكي المستمر. يأتي ذلك وسط مخاوف مالية متزايدة في الولايات المتحدة، إضافة إلى توقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال 2025، مما يضع ضغطًا على الدولار ويدعم جاذبية الذهب كملاذ آمن.

تعززت الأجواء السلبية تجاه الدولار أيضًا بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين أبدوا قلقهم حيال آفاق الاقتصاد الأمريكي بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات التجارة الأمريكية. كما أدت تجدد التوترات بين واشنطن وبكين، خاصة بعد تحذيرات أمريكية للشركات بشأن استخدام رقائق هواوي، إلى زيادة المخاوف بشأن الركود الاقتصادي، وهو ما يرفع من الطلب على المعادن الثمينة.

إلى جانب ذلك، تستمر بيانات الاقتصاد الأمريكي في الإشارة إلى تباطؤ النمو، حيث أظهرت مبيعات التجزئة ومؤشرات التضخم أداءً أقل من المتوقع، مما يعزز الرهان على خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. كما تواجه الولايات المتحدة انتقادات دولية بسبب تدابيرها التجارية، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار في الأسواق.

من الناحية الفنية، نجح الذهب في تجاوز حاجز المقاومة عند 3250 دولار، معزّزًا ذلك بتقاطع إيجابي على المؤشرات الفنية، مما يشير إلى إمكانية مواصلة الصعود نحو مستويات 3360-3365 دولار. في المقابل، فإن أي تراجع دون مستوى الدعم الحالي حول 3285 دولار قد يفتح المجال لعمليات بيع فنية قد تنزل بالذهب إلى مستويات أدنى مثل 3200 دولار، وربما يصل إلى 3100 دولار إذا استمر الهبوط.

تظل المخاطر الجيوسياسية، لا سيما التصريحات حول استعدادات إسرائيل المحتملة لضربات على المواقع النووية الإيرانية، عاملًا إضافيًا يدعم الطلب على الذهب كأصل آمن، مما يعزز فرص استمرار الاتجاه الصعودي للذهب في المدى القريب.