الذهب يقترب من ذروته مع تزايد رهانات خفض الفائدة بعد صدمة بيانات الوظائف الأمريكية
قفز الذهب إلى 3375 دولارًا للأونصة مع تصاعد التوقعات بخفض فوري لأسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات توظيف ضعيفة أججت المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد.

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في بداية الأسبوع، مستفيدة من تصاعد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة قريبًا، بعد ظهور بيانات ضعيفة من سوق العمل الأمريكي. فقد صعد سعر الذهب إلى 3375 دولارًا للأونصة، بزيادة قدرها 0.39%، وسط توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة في ظل الترقب والحذر.
بيانات الوظائف التي نُشرت يوم الجمعة الماضية أظهرت أول علامات حقيقية على تراجع سوق العمل، حيث خفض مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أرقام مايو ويونيو بنحو 258 ألف وظيفة. هذا التراجع دفع الأسواق إلى تسعير احتمالية خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي القادم بنسبة تجاوزت 87%، وهو ما أعطى دفعة للمعدن الأصفر، خاصة مع تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.20%.
وفي ظل هذه التغيرات، انخفض الزخم الصعودي للدولار، إذ ارتفع مؤشره بنسبة طفيفة بلغت 0.07% إلى 98.74، بعد أن قلص جزءًا من مكاسبه الأخيرة. كما ألقى التوتر التجاري العالمي بظلاله على المشهد، خصوصًا بعد فرض الرئيس الأمريكي ترامب تعريفات جمركية جديدة على خمس دول، مما زاد من تكاليف التصنيع والضغوط التضخمية.
من جانب آخر، أظهرت بيانات القطاع الصناعي مزيدًا من التراجع، مع انخفاض الطلبات الصناعية بنسبة 4.8% في يونيو، وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي للشهر الثاني على التوالي. وعلى الرغم من هذا، ارتفعت ثقة المستهلك إلى 61.7، رغم أنها ظلت دون القراءة الأولية.
في السياق ذاته، رفعت مجموعة "سيتي" توقعاتها لسعر الذهب في الأشهر الثلاثة المقبلة من 3300 إلى 3500 دولار للأونصة، مشيرة إلى استمرار ضعف الدولار، والمخاوف من التضخم المرتبط بالتعريفات، وتباطؤ النمو الاقتصادي، كعوامل ستدفع الذهب إلى مستويات غير مسبوقة.
فنيًا، تجاوز الذهب مستويات فنية مهمة، حيث اخترق تقاطع المتوسطين المتحركين لـ50 و20 يومًا، وهو ما يدعم مواصلة الاتجاه الصعودي. ويتطلع المشترون الآن لاختبار مستوى 3400 دولار، مع احتمالات قوية لإعادة اختبار قمة 16 يونيو عند 3452 دولار، وربما بلوغ القمة السنوية عند 3500 دولار، في حال استمرار الزخم الإيجابي.