الذهب يقفز 1.5% وسط توقعات بمزيد من الصعود بعد خفض التصنيف الأمريكي وحذر البنوك المركزية
ارتفع الذهب بأكثر من 1.5% رغم ثبات عوائد السندات الأمريكية، مدفوعًا بتراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي بعد تخفيض التصنيف الائتماني. ويزيد الحذر من قبل الاحتياطي الفيدرالي وخفض الفائدة في الصين وأستراليا من الزخم الشرائي للمعدن الثمين.

سجل الذهب مكاسب قوية لليوم الثاني على التوالي، متجاوزًا نسبة 1.5% من الارتفاع ليصل إلى حوالي 3278 دولارًا للأونصة، رغم استقرار عوائد سندات الخزانة الأمريكية. هذا الارتفاع جاء في ظل مخاوف الأسواق من التراجع الائتماني الأمريكي، بعد أن خفضت وكالة موديز تصنيف الولايات المتحدة من AAA إلى Aa1 مع نظرة مستقبلية سلبية، وهو ما تسبب في تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين ودفعهم نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
وبينما أبقى الاحتياطي الفيدرالي على نبرة الحذر، أكد عدد من مسؤوليه أن خفض الفائدة في 2025 قد يكون محدودًا، حيث أشار رافائيل بوستيك إلى أنه يفضل خفضًا واحدًا فقط هذا العام، في حين حذرت بيث هاماك من تصاعد مخاطر الركود التضخمي. أما ألبرتو مسالم فشدد على أهمية التركيز على استقرار الأسعار، وسط استمرار الضبابية بشأن تداعيات السياسات التجارية والتعريفات الجمركية على التضخم.
وترافق هذا التحول مع تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الصيني ونظيره الأسترالي، ما زاد من جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد. كما ساهمت التوترات الجيوسياسية، خاصة فشل جهود التهدئة في الحرب الروسية الأوكرانية واحتدام الوضع في الشرق الأوسط، في دعم أسعار الذهب.
وعلى صعيد الأسواق، تراجعت قيمة الدولار الأمريكي، حيث هبط مؤشر الدولار إلى 100.17. وفي المقابل، حافظت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات على ارتفاعها، مسجلة 4.477%، لكن ذلك لم يمنع استمرار صعود الذهب.
فنيًا، يشير التحليل إلى استمرار الاتجاه الصاعد لسعر الذهب مع إلغاء تشكيل "القمة المزدوجة"، وتوقعات بالوصول إلى مستويات 3300 دولار، تليها مقاومات عند 3350 و3400 وحتى 3438 ثم 3500 دولار. أما في حال التراجع، فإن مستويات الدعم الأساسية تبدأ من 3250 دولار، ثم 3200، وصولًا إلى المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 3176، قبل الهبوط نحو 3100 دولار.
في ظل هذه المعطيات، ترجح مؤسسات كبرى مثل جولدمان ساكس استمرار الزخم الإيجابي للذهب، متوقعة بلوغه 3700 دولار للأونصة بنهاية 2025، مع احتمالية أن يصل إلى 4000 دولار منتصف 2026.