الذهب يقفز فوق 4100 دولار مدعومًا بعقوبات ترامب وتوترات تجارية قبل بيانات التضخم الأمريكية

استعادت أسعار الذهب بريقها يوم الخميس بعد خسائر حادة هذا الأسبوع، مع عودة المشترين إلى السوق قبل صدور تقرير التضخم الأمريكي المرتقب يوم الجمعة. وارتفع المعدن الأصفر بنسبة تفوق 1%، ليتداول زوج الذهب مقابل الدولار (XAU/USD) قرب مستوى 4145 دولارًا للأونصة، مدعومًا بمزيج من المخاوف الجيوسياسية والتحركات الأمريكية الأخيرة ضد روسيا والصين.

عزّزت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على شركتي النفط الروسيتين لوك أويل وروسنفت الطلب على الأصول الآمنة، إذ رأى المستثمرون في الذهب ملاذًا يحمي من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وجاء ذلك بالتزامن مع أنباء عن خطة أمريكية لتقييد صادرات البرمجيات المتقدمة إلى الصين، في خطوة جديدة قد تؤجج التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

ورغم تحسن طفيف في مزاج السوق عقب تراجع حدة الخطاب التجاري من واشنطن، لم يمنع ذلك تدفق السيولة نحو الذهب، خاصة مع استعداد الأسواق لاستقبال بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر، والتي يتوقع المحللون أن تظهر تباطؤًا طفيفًا إلى نحو 3.1% على أساس سنوي.

في المقابل، تجاهلت أسعار الذهب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 99.01، وصعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات إلى 3.997%، وهي عوامل عادة ما تضغط على المعدن النفيس. كما أظهرت بيانات الإسكان الأمريكية نمو مبيعات المنازل القائمة بنسبة 1.5% خلال سبتمبر، في إشارة إلى بعض المرونة الاقتصادية.

وفي توقعات مستقبلية، رجّح بنك JPMorgan أن يبلغ متوسط سعر الذهب نحو 5055 دولارًا للأونصة بحلول الربع الرابع من عام 2026، مستندًا إلى استمرار الطلب من المستثمرين والبنوك المركزية. كما أظهرت تسعيرات العقود الآجلة أن الأسواق تسعّر باحتمال يبلغ 98% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار نصف نقطة مئوية قبل نهاية 2025، مع تخفيضات إضافية محتملة خلال 2026.

من الناحية الفنية، يتداول الذهب حاليًا فوق مستوى الدعم البالغ 4100 دولار، فيما يراقب المتعاملون اختراق مستوى 4160 دولار تمهيدًا لاختبار منطقة 4200–4250 دولار. وإذا استمر الزخم الصعودي، قد يعيد المعدن اختبار قمته التاريخية قرب 4380 دولار، في حين أن أي تراجع دون 4050 دولار قد يفتح الباب نحو مستوى 4000 دولار مجددًا.