الذهب يلامس أعلى مستوى في أسبوعين مع تصاعد المخاوف حول استقلالية الفيدرالي الأمريكي
ارتفعت أسعار الذهب إلى حدود 3385 دولار للأونصة يوم الثلاثاء، مدعومة بمخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي بعد خطوة ترامب بإقالة ليزا كوك، إلى جانب توقعات بخفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر، بينما تترقب الأسواق بيانات اقتصادية هامة خلال الأسبوع.

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسة التداول الأوروبية يوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين بالقرب من 3385 دولار للأونصة. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بمزيج من العوامل السياسية والاقتصادية التي زادت من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.
فقد تصاعدت المخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب إقالة محافظ البنك ليزا كوك، متهمًا إياها بتقديم بيانات مضللة حول طلبات الرهن العقاري. هذه الخطوة أثارت قلق المستثمرين بشأن تدخل البيت الأبيض في السياسة النقدية، مما عزز الطلب على الذهب.
في الوقت ذاته، ازدادت التوقعات بأن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر. وكان رئيس البنك جيروم باول قد لمح خلال ندوة جاكسون هول إلى أن "الوضع الاقتصادي صعب"، مشيرًا إلى ارتفاع مخاطر التضخم من ناحية وتباطؤ سوق العمل من ناحية أخرى. كما دعمت تصريحات مسؤولة الفيدرالي في دالاس، لوري لوجان، هذه الرؤية، حيث أكدت أن هناك مجالًا أكبر لخفض الاحتياطيات وتخفيف الضغوط على السيولة.
وبحسب أداة CME FedWatch، فإن الأسواق تسعّر احتمالًا يقارب 84% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل الشهر المقبل، مقارنة بنسبة 62% فقط قبل شهر.
من الناحية الفنية، يحافظ الذهب على زخمه الصعودي طالما بقي فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم عند مستوى 3270 دولار. ويُنظر إلى 3400 – 3410 دولار كمستوى مقاومة محوري، وفي حال تجاوزه قد يفتح المجال لاختبار 3439 دولار، وصولًا إلى المقاومة الأهم عند 3500 دولار. أما مستويات الدعم فتبدأ من 3325 دولار ثم 3285 دولار.
في الأفق القريب، تترقب الأسواق الأمريكية صدور بيانات ثقة المستهلك وطلبيات السلع المعمرة اليوم، تليها بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لاحقًا هذا الأسبوع. أي نتائج أقوى من المتوقع قد تعزز الدولار وتحد من مكاسب الذهب، بينما ستدعم البيانات الضعيفة استمرار الاتجاه الصعودي.