الذهب يلتقط أنفاسه قرب أعلى مستوياته الشهرية وسط ضغوط الدولار وتوترات الفيدرالي

رغم ارتداد الدولار وموجة التفاؤل التجاري، حافظ الذهب على مكاسبه قرب قمته الشهرية بدعم من الغموض المحيط بمسار الفائدة واستقلالية الفيدرالي.

Jul 23, 2025 - 13:00
الذهب يلتقط أنفاسه قرب أعلى مستوياته الشهرية وسط ضغوط الدولار وتوترات الفيدرالي

تشهد أسعار الذهب تحركات محدودة صباح الأربعاء، متراجعة بشكل طفيف عن ذروتها المسجلة خلال الجلسة الآسيوية، لكنها لا تزال مستقرة قرب أعلى مستوى لها منذ 16 يونيو. يأتي هذا التراجع المحدود وسط ارتداد نسبي للدولار الأمريكي وتحسن معنويات المخاطرة بعد توقيع صفقة تجارية بارزة بين الولايات المتحدة واليابان.

وتنص الاتفاقية على فرض رسوم جمركية متبادلة بنسبة 15%، مع التزام اليابان بفتح أسواقها أمام السلع الأمريكية، بما يشمل السيارات والأرز وبعض المنتجات الزراعية. هذا التطور عزز من شهية المستثمرين للمخاطرة، ما أدى إلى تراجع نسبي في الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في المقابل، لا تزال أجواء عدم اليقين المحيطة بمستقبل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي تضفي دعمًا خفيًا على الذهب. فالتضارب في التوقعات بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة، إضافة إلى الجدل المستمر حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي، خاصة بعد انتقادات الرئيس ترامب المتكررة لرئيس الفيدرالي جيروم باول، يضعف ثقة الأسواق بالدولار ويعزز من جاذبية الذهب.

من الناحية الفنية، يبدو أن المشترين يحتفظون بالسيطرة، لا سيما بعد تجاوز سعر الذهب للحواجز الفنية عند مستويات 3368 و3400 دولار، ما يُعزز احتمالية استمرار الاتجاه الصعودي. وتشير المؤشرات الفنية اليومية إلى زخم قوي لا يزال بعيدًا عن مناطق التشبع الشرائي. ورغم احتمالية بعض التصحيحات، فإن أي تراجع قد يُنظر إليه كفرصة شراء جديدة بالقرب من مستوى الدعم عند 3400 دولار.

أما على المدى القريب، فتُعتبر قمم الجلسة الآسيوية عند 3438-3439 دولار حاجزًا أوليًا أمام الذهب، تليها مقاومة أكثر قوة عند قمة يوليو عند 3451-3452 دولار. وإذا تم تجاوز هذه المستويات بثبات، فقد يعيد السوق اختبار القمة التاريخية عند المستوى النفسي 3500 دولار، الذي تم تسجيله في أبريل الماضي.

وفي انتظار بيانات مبيعات المنازل الأمريكية ومؤشرات مديري المشتريات العالمية، يترقب المستثمرون إشارات أوضح قد تحدد اتجاه الذهب خلال ما تبقى من الأسبوع.