الذهب يلمع فوق 3400 دولار: صراع استقلال الفيدرالي يشعل الطلب على الملاذ الآمن

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا لافتًا يوم الخميس، حيث لامس المعدن النفيس أعلى مستوى له في خمسة أسابيع عند 3413 دولارًا للأونصة، متجاهلًا قوة البيانات الاقتصادية الأمريكية، إذ واصل المستثمرون التوجه نحو الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وجاءت المكاسب مدفوعة بضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) بنحو 0.37% إلى 97.82، فيما تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.215%. كما تراجعت العوائد الحقيقية بمقدار ثلاث نقاط أساس لتسجل 1.785%. هذه التحركات عززت من جاذبية الذهب الذي صعد بأكثر من 0.43% أمام الدولار.

ورغم أن بيانات الاقتصاد الأمريكي عكست مرونة ملحوظة، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني بنسبة 3.3% متجاوزًا التقديرات السابقة، كما انخفضت طلبات إعانة البطالة إلى 229 ألفًا، فإن المستثمرين تجاهلوا هذه الأرقام لصالح التدفقات نحو الأصول الآمنة. كما كشفت مراجعات سوق العمل عن تباطؤ في وتيرة خلق الوظائف مقارنة بالعام الماضي.

وتفاقمت المخاوف في الأسواق بعد أن تقدمت ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بدعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب محاولته إقالتها، في خطوة وُصفت بأنها تهديد غير مسبوق لاستقلالية البنك المركزي، ما أثار قلق المستثمرين بشأن مستقبل السياسة النقدية.

وفي الأفق القريب، تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم عبر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأساسي لشهر يوليو، المتوقع ارتفاعه من 2.8% إلى 2.9% على أساس سنوي. كما تشير توقعات الأسواق إلى احتمالات قوية بخفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل، حيث تظهر بيانات Prime Market Terminal أن نسبة التوقعات لخفض بواقع 25 نقطة أساس بلغت 82%.

من الناحية الفنية، فإن تجاوز الذهب لمستوى 3400 دولار يفتح المجال لاختبار القمة السابقة عند 3438 دولارًا المسجلة في يوليو، ثم مستوى 3452 دولارًا المسجل في يونيو، مع استهداف محتمل للقمة التاريخية عند 3500 دولار. أما على الجانب الهابط، فإن كسر المتوسط المتحرك لـ 20 يومًا عند 3364 دولارًا قد يضع الذهب تحت ضغط لاختبار المتوسطات الأطول عند 3348 و 3321 دولارًا.