الذهب يلمع من جديد: صعود قوي إلى أعلى مستوى في 5 أسابيع بدعم رهانات الفيدرالي
ارتفع الذهب فوق حاجز 3429 دولار مسجلًا أقوى مستوى منذ يوليو، بعدما جاءت بيانات التضخم الأمريكية متوافقة مع التوقعات، مما عزز رهانات خفض الفائدة من الفيدرالي ودفع المتداولين للإقبال على المعدن النفيس رغم قوة الدولار.

شهدت أسعار الذهب انتعاشًا ملحوظًا يوم الجمعة، إذ قفز المعدن النفيس إلى حدود 3429 دولار، مسجلًا أعلى مستوى له منذ 23 يوليو الماضي. وجاء هذا الارتفاع بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) التي جاءت متماشية مع توقعات الأسواق، مما عزز الثقة في احتمالات اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وعلى الرغم من استمرار قوة الدولار الأمريكي واستقرار عوائد سندات الخزانة، إلا أن الذهب وجد دعمًا قويًا من تدفقات الملاذ الآمن، إضافة إلى حالة الضبابية الجيوسياسية. وقد تعززت جاذبية المعدن مع استمرار المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي، خاصة بعد التصعيد القانوني حول محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة عضو مجلس المحافظين ليزا كوك.
أظهرت بيانات مكتب التحليل الاقتصادي أن التضخم الأساسي لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع بنسبة 0.3% على أساس شهري، وبنسبة 2.9% سنويًا، وهو أعلى معدل منذ فبراير، بينما ظل التضخم الرئيسي مستقرًا عند 2.6%. كما سجل الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة نموًا ملحوظًا بنسبة 0.5% متجاوزًا التوقعات، ما عكس مرونة الاستهلاك الأسري رغم إشارات تباطؤ سوق العمل.
في الأسواق المالية، استقر مؤشر الدولار قرب مستوى 98.00 بعد تراجعات سابقة، فيما تحركت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل ضمن نطاق ضيق، مع استمرار ترقب المستثمرين لبيانات التوظيف المقبلة. وفي الوقت نفسه، زادت حالة التوتر الجيوسياسي بعد الهجوم الروسي على كييف الذي أسفر عن سقوط ضحايا وتضرر مقار دبلوماسية، ما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
من الناحية الفنية، حافظ الذهب على دعمه فوق مستوى 3400 دولار، بينما يشكل حاجز 3423 دولار أول مقاومة أمامه. ويشير اقتراب مؤشر القوة النسبية من منطقة التشبع الشرائي إلى استمرار الزخم الصاعد، مما يفتح الباب لاحتمال تمدد الارتفاع نحو مستوى 3450 دولار إذا تم اختراق المقاومة الحالية.