الذهب ينتعش بعد بيانات تضخم أمريكية ضعيفة تعزز توقعات خفض الفائدة
ارتفع الذهب بعد أن أظهرت بيانات التضخم الأمريكية تباطؤ الأسعار، مما زاد رهانات الأسواق على خفض وشيك للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، رغم استمرار قوة النشاط الاقتصادي الأمريكي.
انتعشت أسعار الذهب يوم الجمعة، لتستعيد موقعها فوق مستوى 4100 دولار للأونصة، بعد أن جاءت بيانات التضخم الأمريكية أضعف قليلًا من المتوقع، مما عزز الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماعه في نهاية أكتوبر. وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.10% ليصل إلى 4127 دولارًا، بعد أن هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوى يومي قرب 4043 دولار.
أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر سبتمبر ارتفاعًا بنسبة 3.0% على أساس سنوي، متراجعة عن توقعات بلغت 3.1%، وأعلى قليلًا من قراءة أغسطس البالغة 2.9%. أما المؤشر الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة فارتفع أيضًا بنسبة 3.0%، في إشارة إلى تباطؤ محدود في وتيرة التضخم. هذه الأرقام كانت كافية لإبقاء الأسواق مقتنعة بأن الفيدرالي سيواصل نهج التيسير النقدي، إذ تشير أداة Prime Market Terminal إلى أن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع 28-29 أكتوبر تبلغ نحو 96%.
في الوقت نفسه، صدرت بيانات قوية من مؤشرات مديري المشتريات (PMI) من S&P Global، أظهرت تسارع نشاط الأعمال في أكتوبر لأعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر، حيث ارتفع مؤشر الخدمات إلى 55.2 ومؤشر التصنيع إلى 52.2، مما يعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي رغم ضعف التضخم. لكن على الجانب الآخر، تراجعت ثقة المستهلكين وفقًا لمسح جامعة ميتشيغان، حيث انخفض مؤشرها إلى 53.6 من 55.0، مع ارتفاع توقعات التضخم لخمس سنوات إلى 3.9%.
سياسيًا، زادت التوترات الجيوسياسية من الدعم للمعدن الأصفر بعد إعلان البيت الأبيض عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، وسط اقتراب انتهاء العمل بالتعريفات الجمركية مطلع نوفمبر. كما فرضت واشنطن عقوبات جديدة على روسيا استهدفت شركتي النفط “لوك أويل” و“روسنفت”، ما أعاد المخاوف بشأن استقرار الأسواق العالمية.
وعلى الصعيد الفني، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا، إذ تمكن السعر من التعافي فوق المتوسط المتحرك لمدة 20 يومًا عند 4056 دولارًا. ويواجه الذهب مقاومة أولى عند 4160 دولارًا، تليها مستويات 4200 و4250 دولارًا، بينما يظل الدعم قرب 4100 دولار، ثم 4050 دولارًا، وأخيرًا 4000 دولار. ويتوقع المحللون أن يواصل الذهب مكاسبه نحو 4200 دولار إذا حافظ على زخمه الحالي، خاصة مع اقتراب قرارات السياسة النقدية الحاسمة من الاحتياطي الفيدرالي.