الذهب يواصل التحليق فوق القمم التاريخية متجاهلًا قوة الدولار وسط تصاعد رهانات خفض الفائدة وإغلاق الحكومة الأمريكية
الذهب يواصل مكاسبه القياسية متجاوزًا مستوى 4030 دولارًا للأوقية، مدعومًا بمخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة، بينما يبقى غير متأثر بقوة الدولار.

واصل الذهب مكاسبه القوية خلال تعاملات الأربعاء، ليسجل قمة تاريخية جديدة قرب 4037 دولارًا للأوقية، وسط تدفق مستمر نحو الأصول الآمنة بفعل تصاعد المخاوف السياسية والاقتصادية العالمية.
تلقى المعدن النفيس دعمًا من رهانات المستثمرين على مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في حين يعزز الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول القلق بشأن النمو الاقتصادي، مما دفع المتداولين إلى تكثيف الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما أسهمت التوترات الجيوسياسية وتصاعد النزاعات التجارية في تعزيز المعنويات الإيجابية حول المعدن، إلى جانب عمليات الشراء القوية من البنوك المركزية التي تواصل تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الديون المقومة بالدولار. ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تدفقات قياسية بلغت 64 مليار دولار منذ بداية العام، مع تسجيل أكبر زيادة شهرية منذ أكثر من ثلاث سنوات خلال سبتمبر.
وعلى الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ أواخر أغسطس، إلا أن المعنويات الصعودية للذهب بقيت قوية، في إشارة إلى أن المتداولين غير متأثرين بالمكاسب الأخيرة للعملة الأمريكية أو بحالة التشبع الشرائي الفني.
من الناحية الفنية، يؤكد تجاوز مستوى 4000 دولار للأوقية اختراقًا جديدًا ضمن قناة صاعدة ممتدة من منتصف سبتمبر، مما يدعم احتمالات استمرار الاتجاه الصعودي الراسخ. ومن المتوقع أن يجد أي تراجع تصحيحي دعمًا قويًا قرب 3975 دولارًا، فيما يمثل كسر هذا المستوى إشارة على إمكانية هبوط محدود نحو 3947-3900 دولار قبل استئناف الارتفاع.
ويركز المستثمرون الآن على محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المنتظر صدوره لاحقًا اليوم، إضافة إلى خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس، بحثًا عن دلائل جديدة على وتيرة خفض الفائدة في الأشهر المقبلة — وهي إشارات قد تحدد اتجاه الذهب والدولار معًا في المدى القصير.