الذهب يواصل الصعود نحو 4250 دولار بعد انتهاء الإغلاق الأمريكي وتراجع رهانات التيسير من الفيدرالي

واصل الذهب (XAU/USD) مكاسبه يوم الخميس، متجاوزًا الحاجز النفسي البالغ 4200 دولار، ليسجل ارتفاعًا للجلسة الخامسة على التوالي ويقترب من منطقة 4250 دولار. وبذلك يكون المعدن الثمين قد استعاد معظم خسائره التصحيحية منذ بلوغه أعلى مستوى تاريخي عند 4381 دولار، مدعومًا بزخم صعودي قوي وتراجع الدولار الأمريكي.

جاء هذا الارتفاع في أعقاب التوصل إلى اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون تمويل مؤقت مساء الأربعاء، مما أعاد تشغيل المؤسسات الفيدرالية حتى نهاية يناير 2026. ورغم أن الاتفاق خفف المخاوف الفورية بشأن التمويل، إلا أن الأسواق ما تزال حذرة من مواجهة جديدة في الأشهر المقبلة.

في الوقت ذاته، أثرت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على توقعات خفض الفائدة، بعدما قالت رئيسة بنك الاحتياطي في بوسطن، سوزان كولينز، إن هناك “حاجزًا مرتفعًا أمام أي تيسير إضافي قريبًا”، مؤكدة ضرورة التأكد من استمرار تراجع التضخم نحو هدف 2% قبل تنفيذ أي خفض جديد. وأشارت أيضًا إلى أن التعريفات الجمركية قد تبقي التضخم مرتفعًا حتى 2026، مما دفع المستثمرين لتقليص رهاناتهم على خفض الفائدة في ديسمبر، حيث انخفضت التوقعات من 62% إلى 53% وفقًا لأداة CME FedWatch.

هذا المزيج من تراجع الدولار الأمريكي وضعف عوائد السندات الأمريكية، إلى جانب تحسّن المعنويات في الأسواق بعد انتهاء الإغلاق، منح الذهب دفعة قوية نحو الأعلى. ويتداول المعدن حاليًا حول 4235 دولارًا، مرتفعًا بأكثر من 5.5% منذ بداية الأسبوع.

من الناحية الفنية، يختبر الذهب حاليًا منطقة مقاومة حرجة بين 4230 و4250 دولار، والتي تمثل نقطة الانعطاف الأخيرة قبل الاتجاه نحو القمة التاريخية عند 4381 دولار. وفي حال تحقق اختراق حاسم، قد يفتح الطريق نحو مستويات قياسية جديدة. أما على الجانب السلبي، فيتمركز الدعم الفوري عند 4200 دولار، يليه 4150 دولار ثم 4050 دولار، وهي مستويات يُرجح أن تجذب عمليات شراء جديدة طالما بقي السعر فوق الحاجز النفسي 4000 دولار.

ورغم أن مؤشرات الزخم لا تزال إيجابية، إلا أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يشير إلى حالة تشبع شرائي قرب مستوى 74، ما قد يترجم إلى تراجع طفيف أو حركة جانبية مؤقتة قبل استئناف الصعود المحتمل فوق 4250 دولار.