الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية فوق 3700 دولار بدعم من تيسير الفيدرالي وتزايد طلب الملاذ الآمن

حقق الذهب (XAU/USD) ارتفاعًا قياسيًا جديدًا مع بداية تعاملات الأسبوع، حيث قفز إلى مستوى 3728 دولارًا للأونصة يوم الاثنين قبل أن يستقر حول 3715 دولارًا. ويمتد المعدن النفيس في صعوده للأسبوع السادس على التوالي مدفوعًا بموجة قوية من تدفقات الملاذ الآمن وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

جاء هذا الارتفاع بعد خفض الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00%-4.25%، في خطوة متوقعة على نطاق واسع. إلا أن الأسواق باتت تراهن على خفضين إضافيين محتملين خلال أكتوبر وديسمبر، رغم تأكيد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن السياسة المستقبلية ستظل مرهونة بالبيانات الاقتصادية.

وتدعم مكاسب الذهب عوامل متعددة، أبرزها التوترات الجيوسياسية المستمرة، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتدفقات كبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، بجانب الضبابية المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية. ومنذ بداية العام، ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 40%، مما يعكس قوة الطلب الاستثماري والتحوّط ضد المخاطر.

على صعيد السوق، أظهر تقرير التزامات المتداولين (COT) أن المضاربين عززوا مراكزهم الطويلة في عقود الذهب الآجلة مع ارتفاع الاهتمام المفتوح، فيما كثف التجار التجاريون أنشطة التحوط تحسبًا لمزيد من المكاسب. وفي الوقت ذاته، تراجع الدولار الأمريكي وعوائد الخزانة الأمريكية يوم الاثنين، مما وفر دعمًا إضافيًا للسبائك.

ويتطلع المستثمرون هذا الأسبوع إلى سلسلة من البيانات الأمريكية الهامة، من بينها مؤشرات مديري المشتريات، والناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وطلبات السلع المعمرة، فضلًا عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأساسي. كما ستشكل خطابات مسؤولي الفيدرالي، وعلى رأسهم جيروم باول، عنصرًا محوريًا في تحديد اتجاهات السوق المقبلة.

من الناحية الفنية، يواصل الذهب تعزيز زخمه الصعودي بعد تجاوزه قمة 3703 دولارات، ليثبت تمركزه فوق مستوى الدعم الجديد عند 3700 دولار. وتشير مؤشرات الزخم، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر MACD، إلى استمرار السيطرة الشرائية مع احتمالات استهداف مستويات قياسية جديدة طالما ظل السعر أعلى من هذه المنطقة المحورية.