شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري تراجعًا ملحوظًا في مستهل الجلسة الأوروبية يوم الجمعة، ليتم تداوله بالقرب من مستوى 0.8030، بانخفاض بنحو 0.30% خلال اليوم. جاء هذا التراجع نتيجة تصاعد الطلب على الفرنك السويسري كملاذ آمن في ظل استمرار التوترات التجارية وعدم وضوح المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية.
تتزايد حالة القلق في الأسواق العالمية بعد تصريحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نيته إخطار أكثر من 150 شريكًا تجاريًا بمعدلات الرسوم التي قد يواجهونها، مما زاد من المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية لهذه السياسات الجمركية. كما ساهمت الشكوك حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي والمخاوف المتعلقة بالديون والميزانية الأمريكية في تعزيز الإقبال على الأصول الآمنة.
رغم هذا التوتر، كشفت البيانات الاقتصادية الأمريكية عن مؤشرات إيجابية، حيث انخفضت طلبات إعانة البطالة إلى 221 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 12 يوليو، وهو أدنى من الأسبوع السابق بمقدار 7 آلاف طلب. كما فاقت مبيعات التجزئة التوقعات في يونيو، محققة نموًا بنسبة 0.6% مقارنة بتراجع بنسبة 0.9% في مايو، وهو ما يشير إلى استمرار متانة إنفاق المستهلكين.
هذه المؤشرات الإيجابية تدعم وجهة النظر القائلة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يؤجل خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي. وتشير التوقعات إلى احتمال البدء في خفض الفائدة في سبتمبر، مع وجود احتمال لتخفيضين إضافيين قبل نهاية العام، بحسب تصريحات مسؤولي البنك المركزي وتقارير وكالات الأنباء.
وفي وقت لاحق من اليوم، تترقب الأسواق صدور بيانات أمريكية مهمة، أبرزها القراءة الأولية لمؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان، بالإضافة إلى تقارير تصاريح البناء وبدايات الإسكان، والتي قد توفر إشارات إضافية حول توجهات الاقتصاد والسياسة النقدية.
