النفط الأمريكي يبقى تحت الضغط دون 58.50 دولار وسط مخاوف فائض المعروض وتصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط قرب 58.25 دولار بعد محاولة تعافٍ محدودة، إذ يثقل فائض المعروض العالمي والتوتر التجاري الأمريكي الصيني كاهل السوق قبل صدور بيانات المخزونات الأمريكية.
تراجعت أسعار النفط الأمريكي في تداولات الأربعاء لتبقى دون مستوى 58.50 دولار للبرميل، حيث ظل خام غرب تكساس الوسيط في موقف دفاعي متأثرًا بمخاوف من وفرة الإمدادات العالمية وتزايد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وخلال الجلسة الأوروبية المبكرة، جرى تداول الخام حول 58.25 دولار للبرميل بعد محاولات محدودة للتعافي من خسائر اليوم السابق.
وتترقب الأسواق صدور تقرير معهد البترول الأمريكي (API) الأسبوعي حول مخزونات النفط الخام في وقت لاحق اليوم، وسط توقعات بأن تكشف البيانات عن ارتفاع في مستويات المخزون الأمريكي، مما قد يزيد الضغط على الأسعار في المدى القريب.
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ فرضت واشنطن وبكين رسومًا جديدة على السفن والشحنات المتبادلة، في خطوة من شأنها رفع تكاليف النقل وإبطاء تدفقات التجارة العالمية. وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في شركة IG، إن “التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين تظل عامل الخطر الأكبر الذي يهدد النمو الاقتصادي العالمي ويضغط على الطلب على الطاقة”.
في المقابل، حذّرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) يوم الثلاثاء من أن سوق النفط العالمية قد تواجه فائضًا كبيرًا في الإمدادات خلال عام 2026، يُقدّر بنحو 4 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يفوق تقديراتها السابقة، مع استمرار زيادة إنتاج تحالف أوبك+ وضعف وتيرة الطلب العالمي.
ومع ذلك، قد تحد بعض العوامل الجيوسياسية من هبوط الأسعار، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا واحتمال فرض مزيد من العقوبات الغربية على صادرات الطاقة الروسية. وفي هذا السياق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله إنه يدرس إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا، في خطوة قد تعمّق التوترات وتثير المخاوف بشأن الإمدادات النفطية العالمية.
