تذبذبت أسعار الذهب يوم الأربعاء بعد أن كشفت بيانات التضخم الأمريكية لشهر مايو عن ارتفاع أقل من المتوقع، في وقت زاد فيه التفاؤل بشأن إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما ضغط على الاتجاه الصعودي للذهب.
سجل مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكي نموًا سنويًا بنسبة 2.4%، أدنى من التوقعات التي بلغت 2.5%، وإن كانت أعلى من قراءة أبريل البالغة 2.3%. كما بقي المؤشر الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، عند 2.8% على أساس سنوي، دون ارتفاع متوقع إلى 2.9%. وعلى أساس شهري، سجل كل من المؤشر العام والأساسي زيادة طفيفة بنسبة 0.1% فقط، مما خالف توقعات الأسواق.
تراجع هذه الأرقام عزز التوقعات بأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة دون تغيير في اجتماعي يونيو ويوليو، مع زيادة احتمالات اتخاذ خطوة خفض للفائدة في سبتمبر، بحسب بيانات أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.
رغم هذه المعطيات التي تميل لصالح الذهب، حدّت التطورات الإيجابية على صعيد العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين من اندفاع المستثمرين نحو المعدن النفيس. إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محادثات التجارة مع الصين أحرزت "تقدمًا حقيقيًا"، مشيرًا إلى قرب التوصل لاتفاق منصف للطرفين. كما أُعلن عن إطار مبدئي لاتفاق يتضمن رفع الصين لقيود تصدير المعادن النادرة، ما يمثل دفعة محتملة لسلاسل التوريد الأمريكية في قطاعات حيوية كالتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
فنيًا، ارتفعت أسعار الذهب في بداية التداولات مخترقة مستوى 3,350 دولار قبل أن تتراجع إلى نحو 3,340 دولار بفعل تصريحات ترامب. لا تزال المقاومة الأبرز عند مستوى 3,350 دولار، يليه مستوى 3,375 دولار، فيما يبقى الحاجز النفسي عند 3,400 دولار عقبة رئيسية أمام الصعود نحو القمة التاريخية البالغة 3,500 دولار. وعلى الجانب الآخر، يمثل المتوسط المتحرك لمدة 20 يومًا دعمًا أوليًا عند 3,310 دولار، تليه مستويات دعم فنية أخرى عند 3,300 و3,291 و3,275 و3,240 دولار.
ويترقب المتداولون صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس، والتي قد تسلط مزيدًا من الضوء على المسار المستقبلي للتضخم والسياسة النقدية في الولايات المتحدة.
