خام غرب تكساس يتراجع مع عودة إنتاج العراق رغم دعم آمال خفض الفائدة الأمريكية
تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 58.50 دولار بفعل استئناف الإنتاج في العراق، بينما حدّت توقعات خفض الفائدة الفيدرالية والتوترات الجيوسياسية من حدة الهبوط.
تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط خلال تداولات يوم الثلاثاء ليتداول قرب مستوى 58.50 دولار للبرميل، مسجلاً انخفاضًا بنحو 0.40%، في ظل ضغوط ناتجة عن عودة الإمدادات العراقية إلى الأسواق العالمية.
وجاء هذا الضغط بعد استئناف العراق الإنتاج في حقل "غرب القرنة 2" الذي تديره شركة لوك أويل، عقب إصلاح تسرب في أحد خطوط الأنابيب كان قد تسبب في خفض مؤقت للصادرات. ويعد الحقل من الحقول الرئيسية في البلاد، إذ تتجاوز طاقته الإنتاجية 460 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 0.5% من الإمدادات العالمية وحوالي 9% من إجمالي إنتاج العراق، ما يجعل أي توقف أو عودة للإنتاج مؤثرًا بشكل مباشر على السوق.
في المقابل، بقيت المخاطر الجيوسياسية عاملاً داعمًا للأسعار، بعدما أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خيبة أمله من موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مقترحات إنهاء الحرب المخاوف بشأن استقرار تدفقات الطاقة الروسية. ويرى محللون أن القيود المفروضة على صادرات الطاقة الروسية مرشحة للاستمرار في ظل غياب تسوية سياسية، وهو ما يحافظ على علاوة المخاطر في سوق النفط.
من جهة أخرى، تواصل آسيا إعادة تشكيل خريطة تدفقات الطاقة عالميًا، حيث أشار كومرتس بنك إلى أن الصين رفعت مشترياتها من النفط السعودي والإيراني خلال نوفمبر، مقابل تراجع الواردات من روسيا وسط ضعف الطلب وتجدد العقوبات الأمريكية. وتسهم هذه التحولات في إبقاء الضغط على الإمدادات الروسية وتوفير نوع من الدعم لأسعار النفط على المدى القريب.
ويتجه تركيز المستثمرين حاليًا إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المنتظر صدوره يوم الأربعاء، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس. ومن شأن هذه الخطوة، إذا ما تحققت، أن تعزز توقعات الطلب على الطاقة خلال عام 2025، كما قد تؤدي إلى إضعاف الدولار الأمريكي، وهو ما يدعم عادة أسعار السلع المقومة بالدولار مثل النفط.
كما يترقب المتداولون صدور تقرير معهد البترول الأمريكي (API) حول مخزونات النفط في الولايات المتحدة في وقت لاحق، والذي قد يوفر إشارات مبكرة حول توازن العرض والطلب. وفي حال جاءت البيانات بزيادة أكبر من المتوقع في المخزون، فقد يضيف ذلك مزيدًا من الضغوط على أسعار خام غرب تكساس الوسيط.