خام غرب تكساس يهبط قرب 62 دولارًا مع تبديد المخاطر الجيوسياسية وتصاعد هواجس فائض المعروض

تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى حدود 62 دولارًا للبرميل بفعل تلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد قمة ترامب–زيلينسكي، فيما تضغط توقعات فائض المعروض العالمي على آفاق الأسعار رغم ترقب الأسواق لخطاب باول في جاكسون هول.

Aug 19, 2025 - 18:35
خام غرب تكساس يهبط قرب 62 دولارًا مع تبديد المخاطر الجيوسياسية وتصاعد هواجس فائض المعروض

يتعرض خام غرب تكساس الوسيط لضغوط بيعية واضحة مع بداية الأسبوع، حيث يتداول حول مستوى 62 دولارًا للبرميل، متأثرًا بتراجع المخاوف الجيوسياسية ومخاطر المعروض الزائد. هذا التراجع يعكس حالة حذر تسود الأسواق قبل أحداث اقتصادية رئيسية، وعلى رأسها خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب.

جاءت هذه الضغوط بعد القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين بارزين، والتي فُسرت على أنها خطوة دبلوماسية لخفض التوتر في الأزمة الأوكرانية، مع فتح باب لمحادثات ثلاثية تضم روسيا. هذا التطور خفّض من علاوة المخاطر التي كانت ترفع أسعار النفط في الأشهر الماضية.

لكن في المقابل، لا يزال فائض المعروض العالمي يشكل العائق الأكبر أمام أي صعود للأسعار. إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الإنتاج العالمي الطلب بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا خلال عام 2025، بدعم من نمو الإمدادات من الولايات المتحدة والبرازيل وأعضاء تحالف أوبك+. هذا الخلل المستمر في التوازن بين العرض والطلب يُبقي الأسعار تحت ضغط ملحوظ.

وعلى الصعيد الكلي، يترقب المستثمرون كلمة جيروم باول في ندوة جاكسون هول، والتي قد تحمل إشارات عن توجهات السياسة النقدية الأمريكية. أي ميل نحو التيسير قد يضعف الدولار ويدعم الطلب على السلع، إلا أن هذه العوامل الإيجابية تبقى محدودة مقارنة بالتأثير السلبي للفائض في المخزونات وزيادة الإنتاج.

من الناحية الفنية، يتداول خام غرب تكساس أدنى المتوسطات المتحركة لـ21 و50 يومًا، مع بقاء مؤشر القوة النسبية قرب 38 دون إشارات انعكاس، بينما يواصل مؤشر الماكد الإشارة إلى اتجاه هبوطي. ويشكل مستوى 62 دولارًا دعمًا محوريًا، إذ إن كسره قد يفتح الطريق نحو 60 دولارًا وربما اختبار قاع مايو عند 57.47 دولار، فيما تظل المقاومة الأقرب عند 63.69 دولار يليها نطاق 64–65 دولارًا.

في ضوء هذه العوامل، تبدو أسعار النفط محصورة بين ضغوط فائض المعروض وانحسار المخاطر الجيوسياسية، ما يجعل المسار الأقرب في المدى القصير هو نحو المزيد من الهبوط ما لم يتمسك الخام بالدعم الحالي ويجد محفزات جديدة للارتداد.