هبوط الإسترليني أمام الدولار بعد صدمة التضخم.. والأسواق تترقب خفضًا شبه مؤكد من بنك إنجلترا

تراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار دون 1.3400 عقب بيانات تضخم أضعف من المتوقع في المملكة المتحدة، ما عزز رهانات خفض الفائدة من بنك إنجلترا وضغط على العملة البريطانية.

Dec 17, 2025 - 19:00
هبوط الإسترليني أمام الدولار بعد صدمة التضخم.. والأسواق تترقب خفضًا شبه مؤكد من بنك إنجلترا

تراجع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الأربعاء، متجاوزًا مستوى الدعم 1.3400 هبوطًا، وذلك بعد صدور بيانات تضخم بريطانية جاءت أضعف بكثير من التوقعات، لتزيد من قناعة الأسواق بقرب خفض أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا. ويتداول الزوج حاليًا قرب مستوى 1.3350، مسجلًا انخفاضًا بنحو 0.5% خلال الجلسة.

وجاء الضغط على الإسترليني عقب تراجع مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة خلال نوفمبر على أساس شهري من 0.4% إلى -0.2%، مقارنة بتوقعات استقرار عند 0%. كما تباطأ التضخم السنوي من 3.6% إلى 3.2%، أقل من التقديرات التي أشارت إلى 3.5%، ما عزز التوقعات بأن الضغوط السعرية آخذة في الانحسار.

وفي ضوء هذه البيانات، قامت الأسواق بتسعير خفض كامل بمقدار 25 نقطة أساس من بنك إنجلترا خلال اجتماعه المقرر في 18 ديسمبر، وهو ما سيخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.75% مع نهاية العام. كما تشير التوقعات إلى خفض إضافي بنحو 65 نقطة أساس خلال عام 2026.

في المقابل، وجد الدولار الأمريكي بعض الدعم خلال الجلسة، مستفيدًا من تصريحات حذرة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وأكد عضو المجلس كريستوفر والر أن التخفيضات السابقة في أسعار الفائدة ساهمت في دعم سوق العمل، مشيرًا إلى أن التضخم لا يُتوقع أن يعاود الارتفاع، وأن أسعار الفائدة لا تزال أعلى من المستوى المحايد، دون الحاجة إلى تخفيضات سريعة.

وتتحول أنظار المستثمرين في الولايات المتحدة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك المرتقبة يوم الخميس، إلى جانب أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، والتي يُتوقع أن تظهر تقدم نحو 225 ألف طلب جديد، في محاولة لاستشراف الخطوات المقبلة للاحتياطي الفيدرالي.

من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار يميل إلى الصعود المحايد، رغم التحول الهبوطي في الزخم على المدى القصير عقب بيانات التضخم. وقد لامس الزوج أدنى مستوى يومي عند 1.3311 قبل أن يقلص جزءًا من خسائره.

ويشير مؤشر القوة النسبية إلى بقاء الزخم الإيجابي قائمًا نسبيًا، ما قد يسمح بمحاولات تعافٍ محدودة. غير أن استمرار التداول دون مستوى 1.3400 قد يفتح الباب لمزيد من التراجع باتجاه المتوسط المتحرك البسيط لـ200 يوم قرب 1.3345، ثم مستوى الدعم النفسي عند 1.3300، في انتظار ما ستسفر عنه قرارات بنك إنجلترا المقبلة.