الذهب يتأرجح وسط شكوك الهدنة وضغوط الدولار: عيون المستثمرين على بيانات أمريكية حاسمة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا محدودًا خلال تداولات النصف الأول من الجلسة الأوروبية ليوم الأربعاء، وسط حالة من الحذر في الأسواق رغم بعض الدعم من رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. ومع أن المخاوف الجيوسياسية المتواصلة بشأن هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران توفر أرضية دعم للمعدن الثمين، فإن استمرار عمليات شراء الدولار الأمريكي حدّ من مكاسب الذهب.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أكد في إفادته للكونغرس أن البنك المركزي سيواصل مراقبة تأثير التعريفات المرتفعة على الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرار بشأن تخفيض الفائدة، مشيرًا إلى احتمالية أن يبدأ التضخم في الارتفاع قريبًا. ومع ذلك، لا تزال الأسواق تتوقع أن يبدأ الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية خلال الأشهر القادمة، وربما في يوليو، مما يضعف من الزخم الصعودي للدولار.

في المقابل، لا تزال التوترات في الشرق الأوسط تخيم على المشهد، خصوصًا بعد أن تبين أن الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية لم تؤدِّ إلى تدمير كامل كما صرّح الرئيس ترامب، بل تسببت فقط في تأجيل البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، مما زاد من مخاوف تجدد النزاع.

على الصعيد الفني، يظهر الذهب إشارات هبوطية على الرسوم البيانية اليومية، مع تداول الأسعار أدنى مستوى الدعم السابق البالغ 3370 دولارًا. ويُنظر إلى هذا المستوى الآن كمقاومة رئيسية يجب تجاوزه لاستعادة المسار الصاعد. في المقابل، أي كسر دون 3300 دولار قد يمهد الطريق نحو مزيد من الخسائر، وربما باتجاه مناطق 3245 ثم 3200 دولار.

تنتظر الأسواق صدور بيانات أمريكية هامة خلال الأيام المقبلة، تشمل الناتج المحلي الإجمالي وطلبات السلع المعمرة ومطالبات البطالة، لكن الأنظار تتجه بشكل خاص إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر يوم الجمعة، والذي سيكون له أثر مباشر على توقعات السياسة النقدية والدولار، وبالتالي على مسار أسعار الذهب.