الذهب يتراجع رغم ضعف الدولار: تفاؤل الأسواق العالمية يبدد بريق الملاذ الآمن
تراجعت أسعار الذهب وسط تزايد التفاؤل بشأن التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين، مما قلل من جاذبية الملاذات الآمنة، إلا أن ضعف الدولار والمخاطر الجيوسياسية المستمرة يقدمان دعمًا محدودًا للأسعار. فنيًا، يظل المعدن تحت الضغط مع مراقبة مستويات دعم ومقاومة حرجة قد تحدد الاتجاه القادم.

تواصل أسعار الذهب تحركها داخل المنطقة الحمراء خلال التعاملات الأوروبية المبكرة ليوم الجمعة، بعد أن فشلت في الحفاظ على مكاسبها السابقة التي سجلتها عقب ارتداد من مستوى 3120 دولارًا، وهو الأدنى منذ العاشر من أبريل. وتُعزى هذه التراجعات بالدرجة الأولى إلى تراجع الطلب على الأصول الآمنة في ظل أجواء إيجابية في الأسواق العالمية بعد اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم الجمركية، تضمن فترة تهدئة تمتد لتسعين يومًا، مما خفف من حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورغم هذا الضغط السلبي، فإن عدة عوامل تواصل دعم أسعار الذهب، أهمها ضعف أداء الدولار الأمريكي، مدفوعًا بتراجع عوائد السندات عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية أضعف من المتوقع، مما عزز التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتشمل هذه البيانات انخفاض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.5% في أبريل، في أول تراجع شهري منذ عام 2023، إلى جانب ارتفاع محدود في مبيعات التجزئة بنسبة 0.1% فقط، ما يعكس تباطؤًا في زخم الاقتصاد الأمريكي.
وفي السياق الجيوسياسي، ما زالت حالة عدم الاستقرار تلقي بظلالها على الأسواق، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة في قطاع غزة وسط عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة أسفرت عن مئات الضحايا، إلى جانب محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا تجري في إسطنبول وسط غياب القيادة الروسية، ما يقلل من فرص تحقيق اختراق فعلي.
فنيًا، يواجه الذهب مقاومة قوية عند النطاق 3252-3255 دولارًا، حيث تشير المؤشرات الفنية إلى ضعف الزخم الصاعد، ما يجعل من الضروري انتظار تأكيد اختراق هذا الحاجز قبل بناء مراكز شرائية جديدة. وعلى الجانب الهبوطي، فإن كسر مستوى الدعم 3178-3177 دولارًا قد يفتح المجال أمام مزيد من الانخفاض نحو 3120 دولارًا، وربما إلى 3100 ثم 3060 إذا استمر الضغط البيعي.