الذهب يتراجع قرب 4200 دولار وسط تفاؤل بالأسهم وترقب حاسم لقرارات الفيدرالي

يتحرك الذهب عند الطرف السفلي لنطاقه اليومي فوق 4200 دولار مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، بينما تتجه الأنظار لبيانات أمريكية قد تحدد مسار الفيدرالي وخطوة خفض الفائدة المنتظرة.

Dec 3, 2025 - 10:05
الذهب يتراجع قرب 4200 دولار وسط تفاؤل بالأسهم وترقب حاسم لقرارات الفيدرالي

تراجع الذهب خلال تعاملات الأربعاء نحو الطرف الأدنى من نطاقه اليومي، رغم محاولته الاستفادة من صعود محدود في بداية الجلسة، ليظل قريبًا من مستوى 4200 دولار مع اقتراب الجلسة الأوروبية. وجاء هذا الأداء تحت ضغط المعنويات الإيجابية المسيطرة على أسواق الأسهم العالمية، ما قلّل من جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن.

ويتريث المتداولون قبل اتخاذ رهانات جديدة على الذهب، في ظل انتظارهم لبيانات اقتصادية أمريكية مهمة تُحدد مدى توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض معدلات الفائدة. في المقابل، يستمر الضعف العام للدولار الأمريكي في تقديم دعم محدود للذهب، مدفوعًا بتوقعات شبه مؤكدة بأن يقوم الفيدرالي بخفض تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه الأسبوع المقبل.

وعلى الرغم من الضغط الذي تمثله شهية المخاطرة المرتفعة، إلا أن التوترات الجيوسياسية —وخاصة استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وخطر توسّع المواجهة— تشكّل عاملًا يكبح تراجع الذهب ويدعم موقعه كأصل آمن في أوقات الاضطراب.

وتشير البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة إلى تباطؤ تدريجي في النشاط، بينما تبنّى عدد من مسؤولي الفيدرالي نبرة تميل إلى التيسير، ما عزز توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع وصول احتمالات هذه الخطوة إلى نحو 90% وفقًا لأداة "فيد ووتش". كما تتجه الأنظار إلى التقارير التي تفيد بأن كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، يُعد مرشحًا بارزًا لرئاسة الفيدرالي، وهو ما قد ينسجم مع توجهات خفض أسعار الفائدة التي يفضّلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي السياق الجيوسياسي، فشلت مباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثين أمريكيين في التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، فيما صعّد بوتين لهجته بالإشارة إلى استعداد بلاده للمواجهة مع أوروبا، ما أبقى المخاطر السياسية في مقدمة العوامل المحركة للأسواق.

ويركز المستثمرون حاليًا على بيانات هامة تصدر اليوم، تشمل تقرير وظائف ADP ومؤشر ISM الخدمي، بينما سيظل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية المنتظر يوم الجمعة هو العامل الأكثر تأثيرًا في توقعات الفيدرالي وديناميكيات الدولار خلال الفترة المقبلة.

وعلى الصعيد الفني، بدا أن ارتداد الذهب من منطقة الدعم 4150–4155 دولار يدعم توجه المشترين، إلا أن تأكيد أي موجة صعودية جديدة يحتاج لاختراق منطقة المقاومة القوية عند 4245–4250 دولار. وفي حال تحقق ذلك، قد تتجه الأسعار نحو مستويات 4265 ثم 4278 دولار، وصولًا إلى حاجز 4300 دولار.

أما على الاتجاه الهابط، فقد تستمر التحركات دون 4200 دولار في جذب مشترين جدد، بينما يشكل مستوى 4150 دولار دعمًا محوريًا، وكسره قد يدفع الأسعار نحو 4100 دولار، قبل بلوغ منطقة الدعم الأهم عند 4073–4075 دولار المكوّنة من التقاء متوسط 200 فترة وخط الاتجاه الصاعد الممتد منذ أواخر أكتوبر.