الذهب يستقر تحت القمة الأسبوعية.. لكن الترقب لبيانات أمريكا يبقي احتمالات الصعود حية
استقرت أسعار الذهب بعد تراجعها من أعلى مستوى لها في أسبوع، مع استمرار دعمها من ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية. التوترات الجيوسياسية وتراجع التضخم الأمريكي يعززان جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من الارتفاع.

استقرت أسعار الذهب (XAU/USD) يوم الخميس دون ذروتها التي لامستها خلال الأسبوع، وذلك بعد تراجعها خلال الجلسة الأوروبية إلى حدود 3338 دولار. ومع ذلك، لا تزال النظرة الإيجابية قائمة، حيث يتوقع المتداولون أن بيانات الاقتصاد الأمريكي المرتقبة قد تعزز من احتمالات خفض أسعار الفائدة، ما قد يدعم المعدن الثمين.
البيانات الأخيرة أظهرت ارتفاعًا أضعف من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو، الأمر الذي عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر. هذا التطور ساهم في الضغط على الدولار الأمريكي، والذي فشل في الحفاظ على مكاسب محدودة وتراجع إلى أدنى مستوياته منذ أواخر أبريل، ما زاد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
بجانب ذلك، أضافت حالة التوتر الجيوسياسي المستمرة – سواء من تصاعد التهديدات بين إيران والولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو الغارات الروسية المكثفة على أوكرانيا – طبقة من المخاطر دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة. كما عاد القلق إلى ملف التجارة العالمية بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض تعريفات جديدة، مما أضعف التفاؤل الذي ساد بعد محادثات أمريكية-صينية إيجابية في لندن.
فنيًا، يشير تحرك الذهب أعلى من المتوسط المتحرك لـ200 فترة وثباته فوق مستويات المقاومة 3348–3350 دولار إلى احتمال امتداد موجة الصعود نحو 3400 دولار وربما 3435 دولار، مع فرصة لإعادة اختبار مستوى 3500 دولار النفسي إذا استمر الزخم الإيجابي. على الجانب الآخر، أي تراجعات قد تجد دعمًا عند 3322–3323 دولار، مع اعتبار مستوى 3300 دولار كنقطة محورية لتقييم الاتجاه على المدى القصير.
ومع تحوّل التركيز نحو صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين ومطالبات البطالة الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، يواصل الذهب التماسك وسط مزيج من المخاطر الاقتصادية والسياسية، مما يُبقي الاتجاه الصعودي قائمًا على المدى القريب.