الذهب يلتقط أنفاسه قرب 4300 دولار مع ترقب إشارات الفيدرالي والبيانات الأمريكية المرتقبة
استقرار أسعار الذهب يأتي بعد موجة جني أرباح، في وقت يوازن فيه المستثمرون بين تباين مواقف مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وانتظار بيانات أمريكية حاسمة قد تحدد اتجاه السياسة النقدية المقبلة.
يحافظ الذهب على استقراره خلال تعاملات يوم الاثنين، بعد أن تراجع قليلًا من قمته اليومية المسجلة قرب 4350 دولار، في ظل لجوء المتداولين إلى جني الأرباح، رغم استمرار الضعف النسبي في الدولار الأمريكي. ويتداول الذهب حاليًا بالقرب من مستوى 4296 دولار دون تغيرات ملحوظة.
وجاء هذا التماسك في الأسعار مع تباين واضح في رسائل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث بدت بعض التصريحات أكثر ميلًا للحذر، في حين أشار آخرون إلى ضرورة الإبقاء على التركيز على احتواء التضخم. فقد أوضحت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن مخاطر التضخم المستقبلية أصبحت أقل حدة، ما يفتح الباب أمام خفض الفائدة، بينما شدد جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، على أهمية إعادة التضخم إلى مستوى 2%، معتبرًا أن السياسة النقدية انتقلت أقرب إلى الحياد بعد فترة من التشديد المعتدل.
في المقابل، جدد المحافظ ستيفن ميران موقفه المتساهل، مؤكدًا أن تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة قد يكون ضروريًا لدفع السياسة النقدية نحو الحياد، خاصة مع توقعاته بتراجع أسرع في تضخم الإيجارات وعدم تأثير الرسوم الجمركية بشكل واسع على تضخم السلع.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثالثة خلال عام 2025 إلى نطاق 3.50%-3.75%، بقرار غير إجماعي. ورغم تلميحات رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى احتمال التوقف مؤقتًا لتقييم أثر التخفيضات السابقة، لا تزال الأسواق تسعّر مزيدًا من التيسير بنحو 50 نقطة أساس حتى نهاية عام 2026.
على صعيد البيانات، يترقب المستثمرون أسبوعًا مزدحمًا بالإصدارات الاقتصادية الأمريكية، تشمل تقارير الوظائف غير الزراعية، ومبيعات التجزئة، وقراءات مؤشرات مديري المشتريات الأولية. كما تتجه الأنظار إلى بيانات التضخم وطلبات إعانة البطالة، إضافة إلى مسح ثقة المستهلك، بحثًا عن إشارات أوضح لمسار الاقتصاد والسياسة النقدية.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب يميل إلى الصعود، رغم حالة التهدئة الحالية. ويشير مؤشر القوة النسبية إلى بقاء الزخم الإيجابي قائمًا مع اقترابه من مناطق التشبع الشرائي، ما يعكس قوة الطلب. اختراق مستوى 4353 دولار قد يعيد اختبار القمة التاريخية قرب 4381 دولار، مع إمكانية التمدد نحو مستويات أعلى. في المقابل، قد يؤدي كسر دعم 4285 دولار إلى تراجع تصحيحي أعمق باتجاه 4250 ثم 4200 دولار.