الجنيه الإسترليني يرتفع مع تحسن بيانات النمو البريطانية وضعف الدولار وسط توقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية
ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته في أسبوع أمام الدولار الأمريكي بعد بيانات أظهرت نموًا طفيفًا في الاقتصاد البريطاني، فيما تراجع الدولار تحت ضغط رهانات قوية على خفض مزدوج لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي وسط تصاعد التوترات التجارية الأمريكية الصينية.

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس مدعومًا ببيانات اقتصادية إيجابية من المملكة المتحدة، بينما تراجع الدولار الأمريكي مع تزايد التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مجددًا هذا العام.
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.1% في أغسطس، وهو ما أعاد الاقتصاد إلى مسار النمو بعد انكماش مماثل في يوليو. كما سجل الإنتاج الصناعي زيادة شهرية قدرها 0.4%، متجاوزًا التوقعات، في حين قفز الإنتاج التصنيعي بنسبة 0.7% مقارنة بتراجع سابق بلغ 1.1%.
تعكس هذه المؤشرات تحسنًا محدودًا في النشاط الاقتصادي البريطاني، لكنها تبقى غير كافية لتبديد المخاوف بشأن تباطؤ النمو مع اقتراب الحكومة من إعلان ميزانية الخريف، التي يُتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية لتمويل النفقات العامة.
في المقابل، يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا بيعية قوية بعد تراجع مؤشره إلى أدنى مستوى له هذا الأسبوع عند 98.40، مع رهان الأسواق بنسبة تتجاوز 94% على أن الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية قبل نهاية العام. كما دعمت تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان هذه التوقعات، بعدما أكدت أنها ترى ضرورة تنفيذ خفضين إضافيين في الأشهر القادمة لمواجهة تباطؤ سوق العمل.
وتزيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من ضعف العملة الأمريكية، خاصة بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية في نوفمبر، رغم التوقعات بأن تتراجع واشنطن عن القرار عقب الاجتماع المرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية نهاية الشهر الجاري.
على الصعيد الفني، يتحرك الجنيه الإسترليني حول مستوى 1.3420 مقابل الدولار، محاولًا اختراق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3419. ويظل الاتجاه العام حذرًا في ظل استمرار نمط الرأس والكتفين على الرسوم البيانية اليومية، بينما يشير مؤشر القوة النسبية إلى ميل طفيف للصعود ما لم ينخفض دون مستوى 40.
وبينما يرى المحللون أن بيانات أغسطس منحت الجنيه دفعة مؤقتة، إلا أن استمرار التحديات الاقتصادية العالمية يجعل تحركاته المقبلة مرتبطة بقرارات الفيدرالي الأمريكي أكثر من مؤشرات الاقتصاد المحلي.