تراجع الذهب بشكل حاد خلال تداولات الثلاثاء بعد أن أعاد اختبار قممه القياسية بالقرب من 4380 دولارًا في جلسة الاثنين، حيث دفع تحسن شهية المخاطرة وصعود الدولار الأمريكي المستثمرين إلى جني الأرباح. وتم تداول المعدن الثمين عند حدود 4255 دولارًا بانخفاض يتجاوز 2% خلال اليوم.
جاء هذا الهبوط مع تحسن مزاج الأسواق مدفوعًا بتزايد التفاؤل بشأن إحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد ساهمت التصريحات الإيجابية الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى "صفقة عادلة وعظيمة" مع بكين خلال قمة APEC المرتقبة، في تعزيز الأصول ذات المخاطر وتقليص الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
كما أدى الاتفاق التجاري الذي وقعته الولايات المتحدة وأستراليا بشأن المعادن الحيوية، والذي تبلغ قيمته نحو 8.5 مليار دولار، إلى تقوية الثقة في الأسواق بعد اعتباره خطوة استراتيجية لتقليل اعتماد الغرب على الصين في المعادن النادرة.
في الوقت نفسه، يواصل الدولار الأمريكي تحقيق مكاسب متتالية، إذ ارتفع مؤشر الدولار (DXY) إلى أعلى مستوى في أسبوع قرب 98.84، مدعومًا بتوقعات قوية بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه أواخر أكتوبر، وهو ما تسعّره الأسواق بنسبة تقارب 99% وفق أداة CME FedWatch.
وعلى الرغم من هذا التصحيح، لا تزال النظرة العامة للذهب إيجابية على المدى المتوسط، حيث يظل مدعومًا بتوقعات السياسة النقدية التيسيرية، واستمرار المخاطر الجيوسياسية والإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل أسبوعه الرابع دون حل واضح.
تشير المؤشرات الفنية إلى احتمال استمرار التراجع قصير المدى، إذ يُظهر الرسم البياني للذهب على الإطار الزمني لأربع ساعات نمط قمة مزدوجة حول مستوى 4380 دولار، وهو ما قد يشير إلى بداية تصحيح أعمق نحو 4200 دولار.
يتداول المعدن حاليًا دون المتوسط المتحرك البسيط لـ21 فترة، الذي تحول إلى مقاومة فورية، فيما يمثل مستوى 4220 دولار خط العنق للنموذج الفني. كسر هذا المستوى بشكل واضح قد يدفع الأسعار نحو 4180 ثم 4050 دولارًا، حيث توجد مناطق دعم رئيسية.
ويُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تراجعًا ملحوظًا مع تباعد هبوطي، مما يعزز احتمالات استمرار الضغط التصحيحي على المدى القصير قبل أن يعاود الذهب محاولات التعافي.
