الذهب يواصل الصعود مع تراجع التضخم وضعف الإنفاق وترقب خفض فائدة الفيدرالي في ديسمبر

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات الثلاثاء، مدعومة ببيانات أمريكية أظهرت توقف ضغوط الأسعار وضعف الإنفاق الاستهلاكي، ما عزز التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر خلال 9–10 ديسمبر. وتزامن هذا الأداء مع تراجع عوائد السندات الأمريكية وهبوط الدولار، ليرتفع المعدن النفيس ويتداول قرب 4141 دولارًا بعد أن لامس أدنى مستوياته اليومية عند 4109 دولارات.

وكشفت البيانات الاقتصادية أن التضخم وفق مؤشر أسعار المنتجين استقر عند 2.7% في سبتمبر، بينما تراجع المؤشر الأساسي إلى 2.6%، في إشارة إلى تباطؤ وتيرة ارتفاع الأسعار. كما أظهرت أرقام مبيعات التجزئة ارتفاعًا محدودًا بلغ 0.2% فقط، وهو ما يعكس ضعفًا في استهلاك الأسر قبل موسم الأعياد. وزاد الضغط على المعنويات مع تراجع ثقة المستهلك إلى 88.7 نقطة في نوفمبر، حيث يظل الأمريكيون قلقين بشأن الوظائف والدخل والقدرة الشرائية.

وفي ضوء هذه المعطيات، رفعت الأسواق توقعاتها لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 82% مقارنة بقراءات الأسبوع الماضي. وجاءت تصريحات نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، لتزيد النقاش بشأن مسار السياسة النقدية، حيث أكد أن التضخم لا يزال يؤثر على شريحة واسعة من المواطنين رغم التحسن النسبي في البيانات.

وتترقب الأسواق صدور سلسلة من البيانات المهمة يوم الأربعاء، تشمل طلبات السلع المعمرة ومطالبات إعانات البطالة، والتي ستساعد في تشكيل الصورة النهائية قبل دخول مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في فترة الصمت الإعلامي.

وعلى مستوى الأسواق المالية، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا مع هبوط مؤشره دون مستوى 100 نقطة، بينما انخفضت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.00%، في حين تراجعت العوائد الحقيقية إلى 1.80%، وهو ما يقدم دعمًا إضافيًا للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

فنيًا، يواصل الذهب التحرك في نطاق صاعد، وإن بقي دون المقاومة الأبرز عند 4200 دولار. وتشير مؤشرات الزخم إلى سيطرة المشتريين، مع استهداف مستويات 4245 دولارًا، ثم 4300 و4381 دولارًا في حال تجاوز القمة الأخيرة. أما في الاتجاه الهابط، فيبقى مستوى 4100 دولار دعمًا محوريًا، يليه المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 4045 دولارًا، مع احتمالات امتداد التراجع نحو 4000 دولار إذا زادت الضغوط البيعية.